ج- كان لا يمكن أن يصبح السيد المسيح هو الفادي، لأن الفادي يجب أن يكون قدوس بلا خطية .
والكتاب المقدس واضح جدًا وصريح جدًا في تأكيد هذه الحقيقة:
“لأنه (الآب) جعل الذي لم يعرف خطية (الابن) خطية لأجلنا لنصير نحن برَّ الله فيه” (2كو 5: 21).
– “أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب.. بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح معروفًا سابقًا قبل تأسيس العالم” (1 بط 1: 18-20).
4) ميلاد السيد المسيح من عذراء أكَّد صدق ووحي كلمة الله.
– إنَّ ولادة المسيح من «عذراء» تؤكد وحي وسلطة الكتاب المقدس. يقول الكتاب: «وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ» (إشعياء 7: 14).
– وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ». ( تك 3: 15)
– فهو من نسل الانسان ابن المراة فقط.
–عند اليهود لا ينسب النسل للمرأة بل للرجل ( للأب) ولهذا نسل المرأة يعني أنه بدون أب ينسب له.
من الأدلة علي أن ميلاد رب المجد كان من عذراء:
– أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. (مت 1 : 18).
– وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.” (مت 1: 25).
+ هناك مبدأ في التفسير: هو أن نبحث عن الآيات المتشابهة في الكتاب المقدس وكيف تم تفسيرها.
– بالرجوع للمعني اللغوي: عبارة “حتى”، أو (إلى أن) Until تنسحب على ما قبلها، ولا تعني أنه حدث عكسها فيما بعد.
ومثال ذلك قول الكتاب :
– لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَمْلِكَ حَتَّى يَضَعَ جَمِيعَ الأَعْدَاءِ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. ( 1كو15 : 25)
– فهل بعد أن يضع أعداؤه تحت قدميه سيتوقف ملكه؟
” وَلَمْ يَكُنْ لِمِيكَالَ بِنْتِ شَاوُلَ وَلَدٌ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهَا.” (2صم 6: 23)، فهل ولدت بعد موتها.؟
فيوسف لم يعرف مريم حتى ولدت ابنها البكر. ولا بعد أن ولدته عرفها أيضًا لأنه إن كان قد احتشم عن أن يمسها قبل ميلاد المسيح، فكم بالأولى بعد ولادته،
– وبعد أن رأى المعجزات والملائكة والمجوس وتحقق النبوءات وعلم يقينًا أنه مولود من الروح القدس، وأنه ابن العلي يُدْعَى، وأنه القدوس وعمانوئيل والمخلص.
مما سبق نفهم أن قوله حتى لا يفيد تغير الوضع بعدها.
+ ولكن المقصود من الآية أن المسيح لم يولد من علاقة جسدية للعذراء مريم مع يوسف النجار، بل كان مولودًا من الروح القدس والعذراء مريم بدون زرع بشر.
+ أما دوام بتولية القديسة مريم فهو ليس أمرا اخترعناه أو اجتهدنا في تفسيره، لكنه أمر يؤكده حزقيال النبي بقوله:
“ثُمَّ أَرْجَعَنِي إِلَى طَرِيقِ بَابِ الْمَقْدِسِ الْخَارِجِيِّ الْمُتَّجِهِ لِلْمَشْرِقِ، وَهُوَ مُغْلَقٌ. فَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: «هذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقًا، لاَ يُفْتَحُ وَلاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقًا. (حز 44: 1-3).
يرمز هذا الباب الشرقي المختوم إلى بتولية القديسة مريم الدائمة، فإن الرب وحده دخل أحشاءها، ولم يُفتَح هذا الباب لآخر غيره، بل بقيت أختامه غير منحلة.
– بتولية العذراء تحدث عنها آباء الكنيسة منذ القرنين الثاني والثالث وكذلك الرابع والخامس.
– والقديس (جيروم) دافع عن بتولية العذراء ضد رجل اسمه (هلفيديوس) سنة 383م.