– لسنا نجد أفضل من معلمنا يوحنا الحبيب الذي يجيب عن هذا السؤال بصورة واضحة جدا:
بِهذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ اللهِ: كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ،3 وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ، فَلَيْسَ مِنَ اللهِ. وَهذَا هُوَ رُوحُ ضِدِّ الْمَسِيحِ الَّذِي سَمِعْتُمْ أَنَّهُ يَأْتِي، وَالآنَ هُوَ فِي الْعَالَمِ. ( 1يو 4 : 2- 3) .
– فمن خلال التجسد:
1) كشف الله لنا عن محبته العميقة جدا جدا جدا للإنسان.
2) كشف الله بعض من المعرفة عن نفسه للإنسان، فبالتجسد عرفنا عقيدة التثليث والتوحيد، عرفنا أقنوم الإبن ، أقنوم الروح القدس
3) ميَّز المسيحية عن أديان الأرض كلها. فالله لم يصبح إلها مجهولا أو سلطة عليا بتعطي تعليمات، لكنه شاركنا في بشريتنا ماعدا الخطية.
– لم تكن التوبة كافية :
1- التوبة لا تلغي الحكم الصادر من فم الله، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ».” (تك 2: 17).
– التوبة هنا تنقل هذا الحكم من الجاني إلى الفدية.
مثال: فعندما تاب داود واعترف أمام ناثان النبي قائلًا “قد أخطأت إلى الرب” قال له ناثان “الرب أيضًا نقل عنك خطيتك فلا تموت” (2 صم 12:13)
لقد نقل الله عقاب خطية داود ووضعها على رأسه وهو على صليب الموت والحياة.
+ التوبة والندامة هي الخطوة الأولى للمصالحة مع الله، ولكن يظل قصاص الخطية حتى يحمله الفادي في جسده.
+ التوبة : لا تستطيع أن توفي مطلب الله العادل، لأنه إن لم يظل الإنسان في قبضة الموت يكون الله غير صادق.
2- التوبة تفيد الإنسان في المستقبل حيث يمتنع عن ارتكاب الخطية وتكرارها، ولكن ما هو الحل في الخطية التي ارتكبها الإنسان؟
+ هل ترفع التوبة الحكم الإلهي الصادر بموت الخاطئ؟ كلاَّ..
+ وهل توفي التوبة مطلب العدل الإلهي؟ كلاَّ..
+وهل تنزع التوبة الخطية وتمحو الإساءة التي وجهها الإنسان لله؟ كلاَّ.
لو أن مندوب صرف اختلس مرتبات الموظفين، ووصل الأمر للقضاء فاحتج بظروفه المأسوية، وأعلن توبته وتعهد بعدم تكرار هذا الخطأ.. تُرى هل يحكم القضاء بتبرئة ساحته ويسامحه بما اختلسه؟ قطعًا لا.. إذًا دموع التوبة والاستجداء لا تُكفِر عن خطية هذا السارق، فجميع المحكوم عليهم بالإعدام يشعرون بالندم الشديد وبعضهم يُقدّم توبة نصوحة، ولكن لم تقدر هذه التوبة أن تنقذ واحدًا منهم من تنفيذ الحكم.
3 – التوبة لا تُصلِح الطبيعة الفاسدة.
– ولو كان الأمر مجرد خطأ بسيط ارتكبه الإنسان ولم يتبعه الفساد، فقد تكون التوبة كافية.
++ البابا أثناسيوس الرسولي ( كتاب تجسد الكلمة 7: 2- 4) : أما وقد علمنا أن الإنسان بمجرد التعدي انحرف في تيار الفساد، وحُرِم من تلك النعمة التي سبق أن أُعطيت له وهي مماثلته لصورة الله.. من الذي كان يستطيع أن يعيد إليه تلك النعمة، ويرده إلى حالته الأولى، إلاَّ كلمة الله الذي خلق كل شيء من العدم منذ البدء”