– الله خلق الإنسان علي صورته ومثاله، فلا يمكن أن يبخل الله علي الإنسان بأن يُفهِم الإنسان أفكاره وتدابيره بصورة مبسطة بحسب ضعف الطبيعة البشرية.
س: هل كان هناك ضرورة للإعلان المكتوب (الوحي الإلهي)؟
+ فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اكْتُبْ هذَا تَذْكَارًا فِي الْكِتَابِ، وَضَعْهُ فِي مَسَامِعِ يَشُوعَ.” (خر 17: 14).
+ وَقَالَ لِي الرَّبُّ: «خُذْ لِنَفْسِكَ لَوْحًا كَبِيرًا، وَاكْتُبْ عَلَيْهِ بِقَلَمِ إِنْسَانٍ..” ( إش 8: 1).
+ وغير ذلك الكثير من الأمثلة.
” وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ” (يو 10: 35)، لذا فقد أعطي الله أهمية كبري للإعلان المكتوب فقال: ” فَتِّشُوا فِي سِفْرِ الرَّبِّ وَاقْرَأُوا. وَاحِدَةٌ مِنْ هذِهِ لاَ تُفْقَدُ” (إش34: 16).. ” فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي” (يو5: 39).
وجاء دور الوحي ليحفظ كلمة الله ويجعلها تكتب بصورة منزهة عن أي خطأ، لتوصل الهدف الذي من أجله أراد الله أن تكتب كلمته، لذا فنحن علي يقين أننا نقرأ كلمة الله.
سؤال: هل معنى الوحي بلاغة الأسلوب؟
– الهدف من الكتاب المقدَّس هو خلاص الإنسان وليس بلاغة وجمال الأسلوب، إنما كُتب من أجل سعادة الإنسان ومن أجل حياته الأبدية: ” لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِي الْكُتُبِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ” (رو 15 : 4).
– الاعتقاد بأن معنى الوحي هو بلاغة الأسلوب، فهذا سيدفع بنا إلى تأليه النص، بينما في الحقيقة لم يكن لدى الكنيسة أي مانع من ترجمة الأسفار المقدَّسة لجميع اللغات المتاحة، من أجل انتشار كلمة الله، فانصب اهتمام الكنيسة على المعنى أكثر من الحرف، واللغة ما هيَ إلاَّ أداة لإيصال المعنى المراد للمستمع.
+ بالرغم من أن السيد المسيح كان يتكلم بالآرامية، والأسفار كُتبت باليونانية أي أنها تعد ترجمة أولى، فنحن نقرأ هذه الأسفار كلٍ بلغته ونشبع بها.
عن كلمات الكتاب المقدَّس: ” أنها كلما قد دُوّنت لا لكي تثير تصفيق المستمعين إليها، بل لتهب خلاصًا لمَن يؤمن بها” (ق. باسيليوس).
س: هل أخطاء الأنبياء تسقط عنهم العصمة؟
– جميع الرجال الذين دوَّنوا الأسفار المقدَّسة هم بالحقيقة رجال الله القديسون، ليس بمعنى أنهم كانوا معصومين من الخطأ في حياتهم الشخصية، أو أنهم لم يخطئوا قط.
– عندما أخطأ الأنبياء، نجد أن الله عاقبهم بصرامة وعدل، فالله لا يمكن أن يتساهل مع الخطية.
– الكتاب المقدس يذكر الأمور والأحداث بكل صراحة بدون أي تهويل أو مبالغة ولذلك ذكر ما هو صواب وما هو خطأ، وعندما ذكر خطايا الأنبياء لم يذكرها من قِبل التشهير بهم، ولم يذكرها ليشجعنا على ارتكاب مثيلاتها، إنما ذكرها ليعلمنا:
أ- الجميع تحت الضعف، فحتى الأنبياء كانوا معرضين للسقوط.
ب- إننا مهما بلغت قامتنا الروحية فإننا معرضون للسقوط في الخطية إن تهاونا مع الخطية.
ج- السقوط ليس نهاية الأمر، فالتوبة بابها مفتوح دائما لأي شخص في أي وقت.
د- كتابنا المقدَّس صادق وأمين يذكر الحقائق كما هيَ خيرًا كانت أم شرًا دون أن يلتمس الأعذار لمَن أخطأ.