وهيَ كلمة يونانية، ترجمتها الحرفية “انطلاقًا من الأربعة” وتعني الإنجيل الرباعي الذي كتبه “تاتيان”.
– قام تاتيان بتفكيك الأناجيل الأربعة في ترجمتها السريانية إلى وحدات صغيرة، وأعاد دمجها في إنجيل واحد، حيث تناول كل حادثة بكل تفصيلاتها حسبما وردت في إنجيل أو أكثر، واعتمد أساسًا في عمله هذا على إنجيل متى، فأضاف إليه ما ورد في الأناجيل الأخرى
-متتبعًا تسلسلًا زمنيًا بحسب تصوُّره،
– واضطر لحذف بعض التفصيلات التي وردت في الأناجيل،
– رغم أنه قام بجهد ضخم ليلم بأدق تفاصيل الأحداث في الأناجيل الأربعة ويربط بينها، وهو يحاول تفادي نقاط الالتباس التي يواجهها الدارس عندما يدرس الأناجيل الأربعة كلٍ على حدة.
1- سبقت الكنيسة وأقرَّت قانونية الأناجيل الأربعة، لأنها مُوحَى بها، فلا يصح الحذف منها ولا الإضافة عليها ولا دمجها وتغيير الصورة التي كُتبت بها، فما قام به تاتيان هو عمل بشري محض بعيدًا عن وحي الروح القدس، الذي شاء أن يكون هناك أربعة أناجيل لأهداف سامية.
2- عندما فكَّك تاتيان الأناجيل الأربعة ودمجها في إنجيل واحد، مسَّ خصوصية كل إنجيل، وشوَّه أهداف الأناجيل .
3- لم يكن قصد أحد من الإنجيليين تسجيل السيرة الذاتية للسيد المسيح، إنما كان الهدف الرئيسي هو تقديم شهادة إيمان، فجاء الإنجيل معبرًا عن شهادة أربع شهود، قدم كل منهم شهادته التي تعبر عن رؤيته الخاصة لشخصية السيد المسيح بجوانبها غير المحدودة، وبينما كانت أقوال السيد المسيح ومعجزاته لا تُعد ولا تُحصى (يو20 : 30، 31، 21 : 25) فإن كل إنجيلي تخيَّر بإرشاد الروح القدس ما يخدم هدفه اللاهوتي الذي يسعى نحوه، وما يناسب من يكتب لهم. 4- شملت الترجمات المختلفة بما فيها الترجمة السريانية على الأناجيل الأربعة، ولم يقتبس أحد من الآباء الرسوليين من الدياتسرون، إنما قصروا اقتباساتهم من الأناجيل الأربعة