هل ينفع أقبل العوض ؟ أو التعويض ؟

– التعويض عن الخطأ مبدأ كتابي، وتوجد مقاطع في كل من العهدين القديم والجديد تعلن فكر الله في هذا الموضوع.

أولا: في العهد القديم:

– في سفر الخروج، الإصحاح 22 :

1 «إِذَا سَرَقَ إِنْسَانٌ ثَوْرًا أَوْ شَاةً فَذَبَحَهُ أَوْ بَاعَهُ، يُعَوِّضُ عَنِ الثَّوْرِ بِخَمْسَةِ ثِيرَانٍ، وَعَنِ الشَّاةِ بِأَرْبَعَةٍ مِنَ الْغَنَمِ. ( ع1)

+ الإصحاح ده به الكثير من الشروط والقواعد اللي بيشرح فيها الكتاب المقدس إزاي هيتم التعويض. عن السرقة أو التلف اللي قام بيه شخص.

–  يشرح سفر اللاويين 6: 2-5 مواقف أخرى يتم فيها رد ما تمت سرقته مع إضافة خمس( 1/5) قيمته.

أ)هذا الخُمس يمثل تعويضًا أدبيًا وماديًا علي اللي حصل للشخص المضرور من خسائر،

ب) يُحسب هذا التعويض تأديبًا للمخطئ علشان ما يكررش الغلط اللي عمله أو يستهين بالخطية.

ج) هذا الخُمس اللي بيتم تقديمه للمضرور يُحسب كأنه مقدم لله

+ يتم دفع التعويض لصاحب الممتلكات (وليس الحكومة أو أي طرف ثالث).

+ كان التعويض مصحوباً بتقديم ذبيحة إثم للرب. ربنا هنا عاوز يعلم شعبه عدم الإستهتار.

 إذاً، كان ناموس موسى يحمي ضحايا السرقة والإبتزاز والإحتيال والإهمال عن طريق مطالبة الأطراف المسيئة بالتعويض.

 + وكان التعويض يقدم في نفس اليوم الذي يقدم فيه المذنب ذبيحة الإثم أمام الرب، مما يعني أن تسوية الأمور مع الجار/القريب هي بنفس أهمية المصالحة مع الله.

+ يطلب الله من المخطئ أن يرد ما قد سلبه أو اغتصبه أو أنكره،

 فإن كانت الذبيحة قادرة على نقل الخطية لحساب السيد المسيح لكنها لا تعمل في قلب متمسك بالشر.

-علشان كده تعويض الشخص المضرور من الشخص اللي اتسبب في الأذي هو إعلان صادق عن التوبة وقبولنا لعمل الله الخلاصي  بصورة عملية.

ثانيا: في العهد الجديد:

– من أكثر الأمثلة التي تؤكد هذا المبدأ الكتابي: قصة زكا ( لو 19)

 + فزكا كان رئيس للعشارين، وعندما زاره السيد المسيح: “فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ لِلرَّبِّ: هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهَذَا الْبَيْتِ …” (الآيات 8-10).

+ ونعرف مما قاله زكا 1) أنه كان مذنباً بالإحتيال على الناس، 2) كان نادماً على أفعاله اللي فاتت، 3) كان ملتزماً بدفع التعويض.

+ونفهم مما قاله المسيح أن زكا وندم وتاب وكان دليل توبته الصادقة في انه عاوز يعوض الناس فورا عن اللي اخده منهم.

+ فالتوبة، لا تعني فقط منع تكرار الخطية،

 لكن كمان لازم نصنع معاها أثمار تليق بالتوبة، يعني نعالج الأخطاء والمشاكل اللي سببتها الخطية.

” فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ،

24 فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلًا اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ. ( مت 5)

+ وفيه كمان دليل تاني بيقدمه بولس الرسول في رسالة فليمون:

– بولس الرسول بيطلب من السيد فليمون أن يسامح أنسيموس العبد الهارب، وأنه مستعد يعوضه عن أي خسائر سببها ليه قبل ما يهرب من عنده: ” ثُمَّ إِنْ كَانَ قَدْ ظَلَمَكَ بِشَيْءٍ، أَوْ لَكَ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَاحْسِبْ ذلِكَ عَلَيَّ. ( فل 1: 18)

+ في النهاية : يجب أن تكون مفاهيمنا مرجعيتها الكتاب المقدس مش العالم أو وجهات نظرنا.

+ كمان مش من المنطقي أن الشخص اللي غلط وكسر أو أتلف ممتلكات الناس ميعوضش الناس دي ويردلهم حقهم…لو ده محصلش إحنا كده بنفتح باب الإستهتار والتهاون في التعامل مع ممتلكات الناس.

+ ممكن نتنازل عن أخد التعويض لو كان الشخص اللي سبب الضرر مسكين أو لا يملك أنه يعوض.

– ” “«وَأُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ الَّتِي أَكَلَهَا الْجَرَادُ، الْغَوْغَاءُ وَالطَّيَّارُ وَالْقَمَصُ، جَيْشِي الْعَظِيمُ الَّذِي أَرْسَلْتُهُ عَلَيْكُمْ.” (يوء 2: 25).

عن Admin

شاهد أيضاً

س: ماذا يحدث لو كان ورث السيد المسيح الخطية الجدية؟ 

ماذا يحدث لو كان ورث السيد المسيح الخطية الجدية؟  ج- كان  لا يمكن أن يصبح …