ترجمات الكتاب المقدس ( الجزء الثاني )

سنتناول في هذا المقال سؤالين هامين جدا
لكن قبل طرح السؤالين واجابتهما ، يجب التنويه أن المعرفة ( قدر الإمكان )  بكل مايحيط بموضوع ترجمات الكتاب المقدس لا يقل أهمية عن معرفة معاني ورموز الكتاب المقدس ، نظرا لما يواجهه أبنائنا من
تحديات فكرية ,أسئلة تشكيكية ، لذا يجب قراءة هذه السلسة بااهتمام شديد :

أ- ما هيَ أهمية ترجمات الأسفار المقدَّسة؟

– إن ترجمة الأسفار المقدَّسة لكافة لغات العالم ضرورة ملحة، لأن الله يريد أن تصل كلمته لكل شعوب العالم، فهكذا أوصى تلاميذه الأطهار قائلًا:
–  “اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا (مر 16 : 15).
– فإن الله “يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ”(1تي 2 : 4).
–  وقد بذل ابنه من أجل العالم كله وليس من أجل شعب بعينه أو أمة بعينها (يو 3 : 16).

++ لذا  فكان من الطبيعي أن يُقدَّم الإنجيل لجميع الشعوب والأمم( بمختلف اللغات واللكنات )  .
 – فليس من المعقول أن :
أ)  جميع الشعوب تتعلم اليونانية لكيما تتعرف على الله.
 ب ) لا يقبل الله أحدًا إلاَّ إذا تعلم هذه اللغة وأجادها ( وكأن الله عاجز عن أن ينطق باللغات المختلفة ) .
 – لذا سمح الله أن تتم ترجمة الكتاب المقدس من ( العبرية : لغة كتابة العهد القديم ) و ( اليونانية : لغة كتابة العهد الجديد ) إلي كل لغات العالم .

 +  فمنذ القرون الأولى تُرجم العهد الجديد للغات الشعوب المحيطة بفلسطين إلى لغات جنوب فلسطين مثل(القبطية والعربية والحبشية، ولغات الشمال الأرمنية والجورجية والسلافية) ولغة شرق فلسطين (السريانية)، ولغات الغرب (اللاتينية والقوطية والإنجليزية) .
 + وفي القرن السادس عشر وما بعده ترجم ” الكتاب المقدَّس (  للألمانية- للإنجليزية- للإسبانية- للهنغارية لغة المجر- للبرتغاليـة – للفرنسية- للفارسية- للبنغالية- للصينية- ………)
– ومع ملاحظة أن اللغة الواحدة قد تجد فيها عدة ترجمات ( لكنات ).

ب- وما هيَ أهم المعايير التي يجب مراعاتها عند ترجمتها؟
–  من أهم هذه المعايير ما يلي:  ( الدقة – الملائمة – الطبيعية – الشكل )

1ــ الدقة:
– فالمُترجِم يتحرى الدقة حتى يصل إلى هدف وقصد الكاتب عبر ترجمته للنص.
– فعمل المُترجِم يُعتَبر امتداد لعمل الكاتب في وصول كلمة الله لشعوب الأرض.
++ مع ملاحظة أن : الوحي الإلهي قاصر على تدوّين الأسفار القانونية ( باللغات الأصلية  : 
(العبرية – اليونانية “) ، بينما الترجمة فهي جهد بشري، ولذلك رغم الدقة المتناهية للمترجم فإن الترجمة قد يشوبها بعض الضعفات.. ويظل الخط العام للمُترجِم الالتزام بهدف وقصد الكاتب بكل دقة وأمانة.

2ــ الملائمة:
– فكلمات وتعبيرات وأسلوب المُترجِم هيَ انعكاس كامل لكلمات وتعبيرات وأسلوب الكاتب.
– فعلى المترجم أن يبحر في قلب وفكر الكاتب متفهمًا قصده وأهدافه.
– فالترجمة الأمينة هي صورة صادقة للأصل.

3ــ الطبيعية:
من يقرأ الترجمة يشعر بالطبيعية ( وكأن السفر كُتب بهذه اللغة المُترجَم إليها)
-فنجد أن الأحداث تجري في سلاسة وبأسلوب جميل” بعيدًا عن المفردات المبهمة- والتركيبات النحوية الصعبة- والعبارات الغامضة) .
– فمن غير المقبول أن الترجمة تبدو كأنها تحتاج إلى ترجمة أخرى لتصير مفهومة.

4ــ الشكل:
يحتفظ المترجم بقدر ما يستطيع بالشكل الذي وضعه الكاتب الأصلي، وفي نفس الوقت لا يخل بالشروط السابقة، الدقة والملائمة والطبيعية.


عن Fr Philopater Magdy

ماجستير العهد القديم . تمهيدي ماجستير العلوم اللاهوتية دراسات في اللاهوت الدفاعي

شاهد أيضاً

خطايا الأنبياء وعصمتهم في الكتاب المقدس

خطايا الأنبياء وعصمتهم في الكتاب المقدس – من ضمن الأمور التي يستخدمها بعض المشككيين في …