س : ما ذنب شمعي بن جيرا ولماذا يُعاقب، فداود قال ” دعوه يسبَّ لأن الرب قال له سبَّ داود ومن يقول لماذا تفعل هكذا” (2صم 16: 10). …؟ أليس بهذه الطريقة، فإن شمعي بينفذ كلام أو إرادة ربنا ؟
1) لم يأمره الرب أن يرتكب ما فعله لتتميم إرادته ولكنه تركه يصنع مشتهى قلبه ككل أثيم يتركه الرب لفساد ذهنه .
2) شمعي كان أصلا شرير ، ولم يكن بارا ،والله حوله لشرير ( حاشا)
3) شمعي له خطايا قديمة تقتضي قصاصه وهي تتكامل بسب داود وشتمه، فهذه كلها أُوجبت أن الله سمح له أن يسبَّ داود ليستحق عظيم القصاص .
+ لقد أقسم داود أنه لن يقتل شمعي، ثم أوصي سليمان ابنه أن يقتله، ألم يحنث داود بقسمه؟
– لقد سامح داود شمعي من جهة حقه الشخصي، لكن بصفة داود هو مسيح الرب فهو ممثلًا للرب لذا فشمعي مستحقا للعقاب حسب ما جاء في (خر 22: 28، لا 24: 15، 16).
– لذا فإن قول داود لشمعي بن جيرا ” لا تموت ” أي من جهة إهانته الشخصية لداود ، لكن من جهة إهانته لداود كمسيح للرب ، فهذا ليس من حق داود أن يسامحه عليه . وإلا سيصير داود نفسه متعدي للناموس
+ يجب ملاحظة أننا لا نعرف شيء عن ماضي أو تفاصيل حياة شمعي، فنحن لم نعرف عنه شيء غير هذا الموقف، لذا فإن عقاب الله له عن هذا الموقف يعني أنه استحق بأعماله وشروره هذا العقاب، فالله لا يظلم أحدا.
– الله دائما يسامح عندما يكون الإنسان مستعدا لتقديم توبة.
– من القصص المحيرة في حياة داود النبي هو موقفه من شمعي بن جيرا:
+ اثناء ماكان داود النبي هاربا من وجه أبشالوم ابنه ..جاء شخص يدعي شمعي بن جيرا البنياميني، رشق داود ومن معه بالحجارة وشتمه ” “أخرج أخرج يارجل الدماء ورجل بليعال” (2صم 16: 7) .
+ طلب أبيشاي بن صروية ( هو ابن صروية أخت داود ) الإذن من داود ليقطع رأسه: “فقال الملك مالي ولكم يا بني صروية. دعوه يسبَّ لأن الرب قال له سبَّ داود ومن يقول لماذا تفعل هكذا” (2صم 16: 10).
+ وفي عودة داود إلى أورشليم أسرع إليه شمعي مصطحبًا معه ألف رجل، وأخذ يستعطفه ” وسقط شمعي بن جيرا أمام الملك.. وقال للملك. لا يحسب لي سيدي إثمًا. ولا تذكر ما أفترى به عبدك يوم خروج سيدي الملك من أورشليم.. لأن عبدك يعلم إني قد أخطأت” (2صم 19: 18-20).. “
+ ثم قال داود الملك لشمعي لا تموت. وحلف له الملك” (2صم 19: 23) .
– وقبيل وفاة داود وقد ملك سليمان عنه وبرضاه، أوصاه داود من جهة شمعي قائلًا: “هو لعنني لعنة شديدة.. وقد نزل للقائي إلى الأردن فحلفت له بالرب قائلًا لا أميتك بالسيف. والآن فلا تبرره لأنك أنت رجل حكيم فأعلم ما تفعل به وأحدر شيبته بالدم إلى الهاوية” (1مل 2: 8، 9) .
+ وتصرف سليمان بحكمة إذ استدعى شمعي وطلب منه أن يبني له بيتًا في أورشليم ولا يخرج ولا يعبر وادي قدرون ” فقال شمعي للملك حسن الأمر كما تكلم سيدي الملك كذلك يصنع عبدك” (1مل 2: 38) وبعد ثلاث سنوات هرب عبدان لشمعي فسعى خلفهما إلى جت وأحضرهما، فاستدعاه الملك قائلًا: “أما أستحلفتك بالرب. فلما لم تحفظ يمين الرب والوصية التي أوصيتك بها” (1مل 2: 42، 43) وحكم عليه بالموت.
– حينما نقرا بتفصيل ما فعله شمعي: (بنياميني من عشيرة بيت شاول من سكان بحوريم – وهو قائد هناك ) لانه من اقرباء شاول فهو بهذا يحكم علي داود ويظلمه :
1) أرتكب شمعي خطية شنيعة ضد داود شخصيًا كأي إنسان عادي.
ب) أخطأ شمعي أيضًا ضد داود كملك ونبي، وحطم الوصية: “لا تسبَّ الله. ولا تلعن رئيسًا في شعبك” (خر 22: 28).
السيد المسيح قال ومن سبَّ النبي فقد سبَّ مُرسِله ” اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي، وَالَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي، وَالَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي». (لو 10: 16).
ملحوظة : – أ) يرشق بالحجارة فقط كعلامة رفضه لان الحجارة لا تصل الي الطرف الثاني من الوادي فهو فقط يتمني ان يرجمهم ويشير الي هذا بهذه العلامة. وفعلته هذه خطأ لانه لو كان في يده السلطان لكان رجم داود ورجاله بدون ذنب وهذه جريمة أيضا يستحق عنها العقاب وبخاصة أنه يريد أن يرجم مسيح الرب.
– ب) بقوله اخرج أي يريد طرده خارج اسرائيل وهو أيضا يحكم بدون عدل.
– ج) يتهم داود ( نبي ومسيح الرب ) بأنه رجل دماء ورجل بليعال وهذه تهمة خطيرة ومن يشهد علي أحد كذبا فيجب أن يفعل به ما أراد أن يفعل بمن شهد عليه.
الشيء الذي يؤكد أيضا أن شمعي كان قلبه شرير :
+ عندما رأى داود رجع بقوة إلى مُلكِه أسرع يستعطفه وحصل منه على الصفح عن خطأه في شخص داود. أما شمعي فلم يشعر بأي ندم تجاه خطيته التي أرتكبها ضد الله الذي أختار داود وأقامه ملكًا ونبيًا، ومنح داود شمعي سنين طويلة ولم يذكر الكتاب أن شمعي تاب عن خطيته الأخيرة هذه.
سؤال: الله في العهد القديم عمل الطوفان نتيجة شر الإنسان ،فما الفائدة منه طالما أن الإنسان عاد ليعمل كل الشرور اللي كان يفعلها قبل الطوفان مرة ثانية، لماذا لم يستخدم الله عقابا آخر بدلا من الطوفان، طالما الشر عاد وانتشر ثانية ؟
– من ضمن الأمور التي يستخدمها بعض المشككيين في الكتاب المقدس هو أن الكتاب المقدس يذكر إصحاحات تتضمن خطايا الأنبياء مثل: زنا داود ( 2 صم 11 ) – سكر نوح ( تك 9 ) – هارون يصنع عجلا ( خر 32 ).
بينما يري هؤلاء المشككين أن والأنبياء معصومون من الخطأ أو الخطية.
– لذا سنجيب عن هذا التشكيك من خلال توضيح أسباب ذكر الكتاب المقدس لخطايا وأخطاء الأنبياء وبعض الشخصيات التي تكلم عنها الكتاب المقدس:
+الله لا يدعوا المؤهلين…بل يؤهل المدعويين …!
الكتاب المقدس ذكر خطايا الأنبياء أو بعض الشخصيات التي به لعدة أسباب:
1- لم يخفي الكتاب المقدس أو يبرر أو يزين ضعف مؤمنيه مثل ( إبراهيم أو إسحق أو موسي أو داود وغيرهم .
+ الكتاب المقدس لم يكتب لتمجيد البشر، فكتبة الوحي بالرغم من أنهم يهود، إلا أنهم لم يجملوا الأحداث ولا وضعوا هالة من عصمة الخطأ حول شخصيات الكتاب المقدس.
+ ذكر الكتاب المقدس لأخطاء الأنبياء والشخصيات التي جاء ذكرها فيه هو أحد أدلة صحته وليس تحريف أو تزوير.
+ الوحيد الذي كان بلا خطية هو السيد المسيح: ” بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ. ” ( عب 4 : 15)
2- ذكر الكتاب المقدس خطايا وسقطات الأنبياء جاء بهدف توضيح أن هذه الضعفات كان لها تأثير كبير علي حياتهم وقراراتهم.
– فالخطية شوهت حياة الإنسان، لذا فالكتاب المقدس أوضح ذلك عن طريق قصص لأشخاص حقيقيين وليس من خلال وعظ نظري أو نصائح جوفاء.
+ لاحظوا أن الكتاب المقدس يوضح قصة حياة الله مع الإنسان ( بضعفاته وقوته، بره وخطاياه …)