المنهج الأول: الوعد وتحقيقه: ( المنهج الأكثر شيوعا)
– يركز على وعود الله في العهد القديم وتحقيقها في العهد الجديد .
مثال: عبَّر عن ذلك المنهج سمعان الشيخ في قوله: ” الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ. لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ الَّذِي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ وَمَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ” (لو 2 : 29-32).
– أيضًا السيد المسيح في مجمع كفرناحوم عندما قرأ من سفر إشعياء: ” ثُمَّ طَوَى السِّفْرَ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْخَادِمِ وَجَلَسَ. وَجَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ كَانَتْ عُيُونُهُمْ شَاخِصَةً إِلَيْهِ. فَابْتَدَأَ يَقُولُ لَهُمْ إِنَّهُ الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ” (لو 4 : 20، 21).
ما يؤخذ علي هذا المنهج:
1ـــ يجب ألا ننظر للعهد القديم أنه مجرد وعود ونبوات فقط ، فالعهد القديم يحتوي علي أمورًا أخرى هامة مثل تاريخ الوعد، وشخصيات العهد القديم.
2ـــ بعض النبوات التي جاءت في العهد القديم ( مثل نبوات إشعياء النبي عن سقوط بابل ) تحققت أيضا في العهد القديم ، وكذلك النبوات عن صور وممالك بابل وفارس واليونان والرومان، وهذه جميعها أمور هامة لها بُعدها التاريخي والتعليمي.
3ـــ لا يمكن أن نغفل أن العهد الجديد أيضًا حوى وعودًا ونبوات تحقق بعضها مثل خراب أورشليم وبعضها لم يتحقق للآن مثل مجيء ضد المسيح وعلامات المجيء الثاني.
المنهج الثاني: المفهوم المركزي لكل من العهدين القديم والجديد:
يركز هذا المنهج على المفاهيم المركزية المشتركة بين العهدين.
– أمثلة لبعض هذه المفاهيم:
+ وحدانية الله، واهتمام الله بشعبه وتدخله في التاريخ لصالحه، ونعمة الله التي تسعى إلى خلاص الإنسان.
+ والله المحارب الذي يدافع عن شعبه ويهتم به.
+ الخليقة، العهد، المسيا، الشريعة، المكتوب، الخلاص، الروح القدس، شعب الله.
+ معرفة الله، طبيعة الله، عصيان الله، فداء الإنسان، مواعيد الله ورجاء الإنسان، العبادة.
+ عناية الله، العهد، حضور الله، محبة الله، نعمة الله، العدالة، الفداء، الشريعة، اهتمام الله بالفقراء، الله الوسيط، يوم الرب، العهد.
تشير هذه المفاهيم إلى الاستمرارية بين العهد القديم وبين العهد الجديد في تأكيدها على أن الله الذي أعلن ذاته وأحكامه في العهد القديم، أعلن ذلك أيضًا في العهد الجديد.
– ما يؤخذ على هذا المنهج : أنه اختصر العهد القديم في مفاهيم مركزية، وتغافل غنى الأفكار اللاهوتية في العهد القديم.
المنهج الثالث: مركزية يسوع المسيح في العهدين:
– يركز هذا المنهج على أن يسوع المسيح هو محور العهدين ، ولذلك دعانا السيد المسيح لتفتيش الكتب (أسفار العهد القديم)، لأنها تشهد له (يو 5 : 39)، فكل ما حدث مع السيد المسيح في تجسده له عمقه في العهد القديم، واستخدم الآباء الرُّسل، ولا سيما بولس الرسول هذا المنهج للتدليل على أن يسوع هو المسيح.
– كل رجال الله في العهد القديم كانوا رموزًا للسيد المسيح.
– العهد القديم كان بمثابة المرآه التـي عكست صورة المسيح، والحبل القرمزي الذي أنقذ راحاب وأهل بيتها (يش 2 : 18) كانا رمزًا لدم الفادي، ومياه الأردن التي طهرت نعمان السرياني من برصه كانت تشير لمياه المعمودية.
– ويرى أصحاب هذا المنهج أن رؤية السيد المسيح كانت واضحة في الكثير من تفاصيل العهد القديم ، مثال طريقة تقسيم وترتيب الأسفار في العهدين (الأسفار التاريخية في العهد القديم يقابلها الأناجيل وسفر الأعمال، وأسفار الأنبياء يقابلها الرسائل، والأسفار الرؤوية في العهد القديم يقابلها سفر الرؤيا.).
المنهج الرابع: التفسير الأنموزجي للعهد القديم من خلال العهد الجديد:
– كتبة العهد الجديد بإرشاد الروح القدس أعادوا قراءة العهد القديم في ضوء حياة السيد المسيح وتعاليمه وقيامته .
– وعُرِف التفسير الأنموذجي (typology) مبكرًا خلال فترة ما بين العهدين.
مثال: يقدم البشير يوحنا معجزة إشباع الآلاف على أنها بمثابة تكرار لمعجزة المَن في حدث الخروج (يو 6).