– من القصص المحيرة في حياة داود النبي هو موقفه من شمعي بن جيرا:
+ اثناء ماكان داود النبي هاربا من وجه أبشالوم ابنه ..جاء شخص يدعي شمعي بن جيرا البنياميني، رشق داود ومن معه بالحجارة وشتمه ” “أخرج أخرج يارجل الدماء ورجل بليعال” (2صم 16: 7) .
+ طلب أبيشاي بن صروية ( هو ابن صروية أخت داود ) الإذن من داود ليقطع رأسه: “فقال الملك مالي ولكم يا بني صروية. دعوه يسبَّ لأن الرب قال له سبَّ داود ومن يقول لماذا تفعل هكذا” (2صم 16: 10).
+ وفي عودة داود إلى أورشليم أسرع إليه شمعي مصطحبًا معه ألف رجل، وأخذ يستعطفه ” وسقط شمعي بن جيرا أمام الملك.. وقال للملك. لا يحسب لي سيدي إثمًا. ولا تذكر ما أفترى به عبدك يوم خروج سيدي الملك من أورشليم.. لأن عبدك يعلم إني قد أخطأت” (2صم 19: 18-20).. “
+ ثم قال داود الملك لشمعي لا تموت. وحلف له الملك” (2صم 19: 23) .
– وقبيل وفاة داود وقد ملك سليمان عنه وبرضاه، أوصاه داود من جهة شمعي قائلًا: “هو لعنني لعنة شديدة.. وقد نزل للقائي إلى الأردن فحلفت له بالرب قائلًا لا أميتك بالسيف. والآن فلا تبرره لأنك أنت رجل حكيم فأعلم ما تفعل به وأحدر شيبته بالدم إلى الهاوية” (1مل 2: 8، 9) .
+ وتصرف سليمان بحكمة إذ استدعى شمعي وطلب منه أن يبني له بيتًا في أورشليم ولا يخرج ولا يعبر وادي قدرون ” فقال شمعي للملك حسن الأمر كما تكلم سيدي الملك كذلك يصنع عبدك” (1مل 2: 38) وبعد ثلاث سنوات هرب عبدان لشمعي فسعى خلفهما إلى جت وأحضرهما، فاستدعاه الملك قائلًا: “أما أستحلفتك بالرب. فلما لم تحفظ يمين الرب والوصية التي أوصيتك بها” (1مل 2: 42، 43) وحكم عليه بالموت.
– حينما نقرا بتفصيل ما فعله شمعي: (بنياميني من عشيرة بيت شاول من سكان بحوريم – وهو قائد هناك ) لانه من اقرباء شاول فهو بهذا يحكم علي داود ويظلمه :
1) أرتكب شمعي خطية شنيعة ضد داود شخصيًا كأي إنسان عادي.
ب) أخطأ شمعي أيضًا ضد داود كملك ونبي، وحطم الوصية: “لا تسبَّ الله. ولا تلعن رئيسًا في شعبك” (خر 22: 28).
السيد المسيح قال ومن سبَّ النبي فقد سبَّ مُرسِله ” اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي، وَالَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي، وَالَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي». (لو 10: 16).
ملحوظة : – أ) يرشق بالحجارة فقط كعلامة رفضه لان الحجارة لا تصل الي الطرف الثاني من الوادي فهو فقط يتمني ان يرجمهم ويشير الي هذا بهذه العلامة. وفعلته هذه خطأ لانه لو كان في يده السلطان لكان رجم داود ورجاله بدون ذنب وهذه جريمة أيضا يستحق عنها العقاب وبخاصة أنه يريد أن يرجم مسيح الرب.
– ب) بقوله اخرج أي يريد طرده خارج اسرائيل وهو أيضا يحكم بدون عدل.
– ج) يتهم داود ( نبي ومسيح الرب ) بأنه رجل دماء ورجل بليعال وهذه تهمة خطيرة ومن يشهد علي أحد كذبا فيجب أن يفعل به ما أراد أن يفعل بمن شهد عليه.
الشيء الذي يؤكد أيضا أن شمعي كان قلبه شرير :
+ عندما رأى داود رجع بقوة إلى مُلكِه أسرع يستعطفه وحصل منه على الصفح عن خطأه في شخص داود. أما شمعي فلم يشعر بأي ندم تجاه خطيته التي أرتكبها ضد الله الذي أختار داود وأقامه ملكًا ونبيًا، ومنح داود شمعي سنين طويلة ولم يذكر الكتاب أن شمعي تاب عن خطيته الأخيرة هذه.