كيف دُوّنت الأناجيل؟

– لم يكتب الإنجيليون أناجيلهم كمؤرخين أو جامعي سيرة السيد المسيح، فلم يكن هدف أي من البشيرين الأربعة تسجيل تاريخ حياة السيد المسيح بالتفصيل والدليل أن الأناجيل لم تتحدث عن حياة السيد المسي من عمر 12 حتى بدء خدمته في عمر ال 30 عام.

– ركزت الأناجيل الأربعة على سني خدمته الثلاث فقط، وجاء التركيز الأكثر على قصة آلامه وموته وقيامته.

– كل ما جاء في الإنجيل الذي دوَّنه الإنجيليون الأربعة هو صادق وأمين، تم تدوينه دون أي تغيير ولا تبديل ولا إضافة ولا حذف ولا مبالغة ولا تهويل، فلايوجد دافع يجعل البشيرين يزورون، فالروح القدس الذي حفظ الكتاب المقدس، هل كان سيسمح بالتزوير؟

– لقد ذكر البشيرين أخطاءهم، وكتبوا البشائر بكل تجرد وإتضاع، حتى أن أحد منهم لم يصرح أنه الكاتب. هل من المنطقي أن التلاميذ الذين تعلموا علي يد السيد المسيح (الذي لم يستطع اليهود أنفسهم إثبات أي خطأ أو خطية عليه.

للتوضيح:

 سجل ق. متى عن نفسه أنه كان عشارًا وقد دعاه السيد المسيح عند مكان الجباية (مت 9: 9) وسجل القديس مرقس قصة الشاب الذي كان “لاَبِسًا إِزَارًا عَلَى عُرْيِهِ فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ. فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَانًا” (مر 14: 51، 52) ليلة القبض على السيد المسيح، كما سجلت الأناجيل الأربعة قصة إنكار بطرس لسيده.

– لم يخترع أي من البشيرون شيئًا ولم يكتب شيئًا من عندياته، بل كتب ما شاهده وما سمعه، وما كتبه هو ما كان سائدًا ومستقرًا في وجدان الكنيسة ويطابق تمامًا الإنجيل الشفهي، ولم يخرج الإنجيل المكتوب عـن الإنجيل الشفاهي قط، ولهذا على الفور وبلا أي تردد قبلت الكنيسة الأناجيل الأربعة، بينما رفضت فيما بعد عشرات الأناجيل المنحولة المزيفة.

– التزم البشيرون بالروح وليس الحرف.

+ وقرأوا الأحداث في ضوء القيامة،

+فمزجوا بين الحدث ومفهومه اللاهوتي.

– الهدف من كل إنجيل هو تقديم شخص السيد المسيح للبشرية، ليؤمنوا به فتكون لهم حياة أبدية، وهذا ما عبر عنه يوحنا الإنجيلي: ” وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ” (يو20: 30، 31).

++ ” ليست المسيحية “دين كتاب” وليـس المسيحيون “أهل كتاب” لأن محور المسيحية شخص لا كتاب، وإيمان المسيحيين هو إيمان بشخص لا بكتاب.. الإنجيل عبارة عن شهادة إيمانية، بمعنى أن الدافع الذي يدفع الإنجيلي إلى كتابته هو إيمانه بشخص يسوع المسيح، ابن الله الحي بعد موته. كما أن هدفه هو إشراك الآخرين في إيمانه. وبعبارة أخرى أن الإنجيل يشهد بإيمانه ويعلن إيمانه كي يؤمن الآخرون”  ( الأب فاضل سيداروي) .

– الأناجيل تتكامل مع بعضها، حيث ان كل إنجيل كتب لهدف معين، لشعب معين، يبرز جانب معين من السيد المسيح. ( لو أن الأناجيل الأربعة متطابقة تماما ، فما هو الداعي لكتابة أربعة بشائر ؟؟ ولكن لضخامة وعظمة حدث التجسد الإلهي والفداء، اختار الله أربعة رجال ليسجلوا هذا الحدث، كلٍ من زاوية معينة، فجاءت كتاباتهم متكاملة وليست متناقضة على الإطلاق، وما يبدو في الظاهر أنه تناقض فهو في الحقيقة يخفي وراءه معاني عميقة.

 1ــــ مزج بين الحدث ومعناه اللاهوتي. (الإنجيل هو مزيج من حدث جرى فعلًا ليسوع قبل موته وقيامته، حرَّره الإنجيلي في ضوء الموت والقيامة).

 2ـــ دارت الأحداث حول الشخصية الرئيسية في الأناجيل، وهيَ شخصية السيد المسيح دون سواه.

 3ـــ الهدف من الأناجيل تقديم شخص السيد المسيح ليؤمنوا به فينالوا الحياة الأبدية.

4- الأناجيل هي شهادة إيمانية.

عن Admin

شاهد أيضاً

 س : ما ذنب شمعي بن جيرا ولماذا يُعاقب، فداود قال ” دعوه يسبَّ لأن الرب قال له سبَّ داود ومن يقول لماذا تفعل هكذا” (2صم 16: 10). …؟ أليس بهذه الطريقة، فإن شمعي بينفذ كلام أو إرادة ربنا ؟

 س : ما ذنب شمعي بن جيرا ولماذا يُعاقب، فداود قال ” دعوه يسبَّ لأن …