1ــ الرسالة إلى العبرانيين:
– تم إقرار قانونية رسائل بولس الرسول في القرن الأول باستثناء هذه الرسالة.
– سبب تأخر الاعتراف بها ليس الشك في محتـوى الرسالة، ولكن الإبهام الذي يحيط بِاسم مؤلفها، فبولس الرسول كان معتادا أن يكتب اسمه في رسائله.
– بولس الرسول تعمد عدم ذكر اسمه حتى يقبلها اليهود الذين يناصبونه العداء وطالما اضطهدوه وأثاروا في وجهه القلاقل، فقبلوا الرسالة.
– قُبلت هذه الرسالة مبكرًا في المشرق، ولكن تأخر قبولها في الغرب وقتًا طويلًا، حتى نُفي البابا أثناسيوس الرسولي إلى أتريف بفرنسا، وأقنع الغرب بقبولها، فقبلها الغرب متأخرً.
– تم الاعتراف بقانونية الرسالة في مجمع لاودكية سنة 363م، ومجمع هيبو سنة 393م، ومجمع قرطاجنة الأول سنة 397م، ومجمع قرطاجنة الثانية سنة 419م، حيث كان لأُغسطينوس دور بارز في إقرار قانونية كل من رسالة العبرانيين، وسفر الرؤيا، وضمت الترجمة السريانية (البشيتا) هذه الرسالة، وأيضًا ترجمة الفولجاتا (الشعبية).
– ويقول “يوسابيوس القيصري”[1]: ” وأما رسائل بولس الأربعة عشرة فهيَ معرفة ولا نزاع عليها. وليس من الأمانة التغاضي عن هذه الحقيقة وهيَ أن البعض رفضوا رسالة العبرانيين قائلين أن كنيسة روما تشكَّكت فيها علــى أساس أن بولس لــم يكتبها” (3: 3 : 5)
2- رسالة يعقوب:
– سبب التأخر في إقرار قانونية هذه الرسالة عدم التأكد من كاتبها، وعما إذا كان يعقوب الرسول أم يعقوب أخو الرب؟ وأيضًا هذه الرسالة قُبلت مبكرًا في الشرق وتأخر قبولها في الغرب.
– تم إدراج هذه الرسالة ضمن وثيقة وثيقة موراتوري سنة 170م، واقتبس منها جيروم ( (347 – 420 م.) وأُغسطينوس (354 – 430 م.)
– ركزت هذه الرسالة على الأعمال، بينما ركز بولس الرسول، ولا سيما في رسالته إلى رومية على الإيمان، لذا عندما تم التأكد أن هذه الرسالة تُكمل رسائل بولس الرسول ولا تناقضها قُبلت في الغرب أيضًا.
3- رسالة بطرس الثانية:
– وسبب تأخر الاعتراف بها اختلاف أسلوبها عن الرسالة الأولى لبطرس الرسول.
– وجدت الرسالة ضمن مخطوطات قديمة مثل البردية (P72) التي ترجع للقرن الثالث الميلادي.
– وحوت الترجمة القبطية ( التي ترجع غالبا للقرن الثاني – الثالث) هذه الرسالة.
– اقتبس اكليمندس السكندري (150-215 م.)، أوريجانوس من هذه الرسالة.
– يوسابيوس القيصري (260 – 340م) أقر أنها رسالة نافعة جدا للتعليم.
– أقر بقانونيتها “فرمليان” أسقف قيصرية كبدوكية في القرن الثالث
5 – رسالتا يوحنا الثانية والثالثة:
– وسبب تأخر الاعتراف بهاتين الرسالتين أن اسم يوحنا لم يرد فيهما بشكل واضح، بل دعى نفسه بالشيخ، مع أن أسلوبهما لا يختلف عن أسلوب يوحنا الحبيب.
– بوليكاربوس تلميذ يوحنا والأقرب إليه يعرف جيدًا أن معلمه هو كاتبهما، لذلك اقتبس منهما على أنهما سفران مقدسان، كما أدرجت الرسالتان في وثيقة موراتوري، وضمتهما الترجمة اللاتينية.
6ــ رسالة يهوذا:
– ربما سبب التأخر في الاعتراف بها أن البعض اعتقد أنها اقتبست من سفر أخنوخ وهو ليس من الأسفار القانونية، والحقيقة أن يهوذا اقتبس ما هو كان سائدًا في التقليد اليهودي.
– اقتبس منها إيرينيؤس وأكليمنضس السكندري وترتليان، وأُدرجت في وثيقة موراتوري، ووُجِدت في مخطوطة البردية (P72) مما يؤكد استخدامها في مصر مع رسالة بطرس الثانية.
7ــ رؤيا يوحنا:
– تأخر الاعتراف بما في الشرق بسبب ما تصوره البعض أن السفر يتكلّم عن مُلك ألفي مادي، كما كان هناك شك في نسبة السفر ليوحنا الإنجيلي.
– التأخر في ضم السفر لقائمة أسفار العهد الجديد القانونية كان نتيجة استخدام أصحاب هرطقة مونتانوس[2] لآيات هذا السفر، لذا رأي مجمع لادوكية ( 363م) أن لا يقرأ في الكنيسة لئلا يعتقد الشعب أن الكنيسة قبلت بدعة مونتانوس وليس إعتراضا علي السفر.
– دافع عن قانونية السفر البابا أثناسيوس الرسولي، والقديس جيروم وأُغسطينوس.
ملحوظة:
1- التأخر في الاعتراف بقانونية الأسفار السبعة لا يعد عيبًا، إنما تأني الكنيسة في الحكم علي قانونية الأسفار المقدسة للعهد الجديد، يعد دليلا علي موثوقية وقانونية هذه الأسفار السبعة.
2- الدراسات الأمينة التي قامت بها مدرسة الإسكندرية اللاهوتية ومدرسة أنطاكية السريانية وترجمة جيروم في الغرب نتج عنها أن المجامع الكنسية المتعاقبة قامت بوضع القانون النهائي لأسفار العهد الجديد مثلما كانت قد استقرت عليه كنيسة الإسكندرية أيام القديس أثناسيوس الرسولي ( 298 – 373 م.).
وأشهر هذه المجامع التي وضعت القائمة النهائية لأسفار العهد الجديد هو مجمع هيبو سنة 393م، ومجمع قرطاجنة الأول سنة 397م، والثاني سنة 419م.
– المجامع ليس دورها إقرار ما هو قانوني من الأسفار، ولكن إعلان ماهو راسخ قانونيته في ضمير الكنيسة. أي أن هذه الأسفار كانت تستخدم في الكنيسة من قبل، لأن التقليد الكنسي نفسه يعطي للكنيسة القدرة علي التمييز بين ماهو سفرا قانونيا وما هو مزور.
– الأب چورج سابا”: يذكر أن “قانون” الكتاب المقدَّس لم ينشأ بوحي ما معيَّن أو بقرار صدر ذات يوم، وإنما نشأ شيئًا فشيئًا”…
– ويقول “القمص عبد المسيح بسيط”: ” ويضيف بنجانين وورفيلد: اكتمل قانون العهد الجديد عندما استلمت الكنيسة آخر كتاب رسمي من الرسل،
+هذا يعني أنه لابد علي التأكيد أن كتابة الأسفار تم قبل نهاية القرن الأول، واستخدمت الكنيسة الأسفار في تعاملاتها وليتورجياتها، اقتبس منها الآباء في كتاباتهم، لكن إعلان قانونية السفر هو إعلان أن الكنيسة اختبرته وتأكدت من سلامة ما جاء بداخل السفر من تعليم،وعقيدة ، ترابط بينه وبين باقي أجزاء الكتاب المقدس، أي أن الكنيسة عندما تقوم بإعلان قانونية سفر هي تعلن ما هو راسخ ومعروف في ضمير الكنيسة ويعرفه الشعب جيدا جدا.
+ قانونية السفر لا تعني أن الكنيسة تقوم بوضع سفر جديد لم تكن تعرفه الكنيسة من قبل.
+ وعلى أية حال فقد كان المبدأ الذي كان يُقبَل على أساسه السفر أو كان يُشَك فيه ويُطرح جانبًا هو التقليد التاريخي للرسولية”
[1] يوسابيوس القيصري: (260/265 – 339/340 م.) ، يعتبر يوسابيوس القيصري أب التاريخ الكنسي ومؤسس فكرة نشر أقوال الآباء وكتاباته م. يُعتبر عمله “التاريخ الكنسي” أساسًا قامت عليه مدرسة المؤرخين الكنسيين في العالم كله.
[2] مونتناوس: بدعة ظهرت في القرن الثالث، علم بأن الإعلانات الإلهية الفائقة لم تنتهِ بنياحة الرُسل. بل أنه من المتوقع وجود إعلانات أكثر عجبًا من عصر الرسل وذلك بتدبير الباراقليط. بهذا ظهرت حركة الانفعالات العاطفية المثيرة بين المسيحيين في آسيا الصغرى