أولاً : كُتاب العهد الجديد سجلوا تفاصيل محرجة عن انفسهم :
من الأساليب التى يستخدمها المؤرخون للتحقق مما إذا كان الكاتب يقول الحقيقة أن يختبروا ما يقوله بما يسمى ” مبدأ حرج ” ويفترض هذا المبدأ ان اى التفاصيل محرجة للكاتب غالباً صحيحة لماذا ؟
– لأن معظم الكُتاب يميلون إلى إغفال أى شىء يشوه صورتهم .
+ كيف يحقق العهد الجديد مبدأ الحرج ؟ ….. كتاب العهد الجديد يصورون انفسهم :
1- أنهم قليلون الفهم : كثيراً ما يعجزون عن فهم كلام يسوع .
* ” وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا الْقَوْلَ، وَخَافُوا أَنْ يَسْأَلُوه ” ( مر 9 : 32 )
* ” وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مِنْ ذلِكَ شَيْئًا، وَكَانَ هذَا الأَمْرُ مُخْفىً عَنْهُمْ، وَلَمْ يَعْلَمُوا مَا قِيلَ ” ( لو 18 : 34 )
* ” وَهذِهِ الأُمُورُ لَمْ يَفْهَمْهَا تَلاَمِيذُهُ أَوَّلًا، وَلكِنْ لَمَّا تَمَجَّدَ يَسُوعُ، حِينَئِذٍ تَذَكَّرُوا أَنَّ هذِهِ كَانَتْ مَكْتُوبَةً عَنْهُ، وَأَنَّهُمْ صَنَعُوا هذِهِ لَهُ ” ( يو 12 : 16 ) .
2- انهم غير مبالين : فهم يتركون يسوع وينامون مرتين بينما يطلب منهم ان يصلوا
* ” ثُمَّ جَاءَ وَوَجَدَهُمْ نِيَامًا، فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ، أَنْتَ نَائِمٌ! أَمَا قَدَرْتَ أَنْ تَسْهَرَ سَاعَةً وَاحِدَةً؟ ……….” ( مر 14 : 32 – 41 ) .
3- انهم موبخون : يسوع يطلق على بطرس انه شيطان
* فَالْتَفَتَ وَأَبْصَرَ تَلاَمِيذَهُ، فَانْتَهَرَ بُطْرُسَ قَائِلًا: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ ” ( مر 8 : 33 ) .
وبولس يوبخ بطرس عى خطئه ” وَلكِنْ لَمَّا أَتَى بُطْرُسُ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ قَاوَمْتُهُ مُواجَهَةً، لأَنَّهُ كَانَ مَلُومًا “( غل 2 : 11 )
4 – أنهم جبناء : كل التلاميذ ( ماعدا بطرس ويوحنا ) يهربون عند الصليب وبطرس ينكره ثلاث مرات بعد ان وعده صراحة قائلاً ” لا انكرك ” ( مت 26 : 33 – 35 ) .
5- أنهم شكاكون : رغم أن يسوع علم تلاميذه عدة مرات لأنه سيقوم من الأموات “فَأَجَابَ الْيَهُودُ وَقَالوُا لَهُ: «أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هذَا؟»أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ»فَقَالَ الْيَهُودُ: «فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟».وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ. فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، تَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هذَا، فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكَلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ. ( يو 2: 18 – 22 ) .
– فعندما يسمعون بقيامته يشكون بل ان بعض منهم يشكون حتى بعد ان رأوه قائماً من الأموات ” وَلَمَّا رَأَوْهُ سَجَدُوا لَهُ، وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ شَكُّوا.” ( مت 28 : 17 ) .
+ لو كان كتاب العهد الجديد يختلقون قصة كانوا سيغفلون قصورهم وجبنهم وتوبخهم ويصورون انفسهم مؤمنين شجعان وقفوا بجانب يسوع فى محنته من البداية الى النهاية وكون انهم سجلوا كل تلك التفاصيل المحرجة هذا دليل على انهم فعلاً كانوا يقولون الحق وكشفوا صراحة عن كل أوجه القصور والعيوب .
ثانياً : كُتاب العهد الجديد سجلوا تفاصيل محرجة وأقوال صعبة عن يسوع :
لقد سجلوا تفاصيل عن يسوع قائدهم ومعلمهم قد تظهره بصورة سيئة فيسوع :
1- تعتبره عائلته ” مختلاً ” ويأتون لمسكوه لكى يأخذوه إلى البيت ” وَلَمَّا سَمِعَ أَقْرِبَاؤُهُ خَرَجُوا لِيُمْسِكُوهُ، لأَنَّهُمْ قَالُوا: «إِنَّهُ مُخْتَلٌ ” ( مر 3 : 21 ، 31 ) .
2- إخوته لا يؤمنون به “ لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضًا لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ ” ( يو 7 : 5 ) .
3- يُظن انه مُضل ” وَكَانَ فِي الْجُمُوعِ مُنَاجَاةٌ كَثِيرَةٌ مِنْ نَحْوِهِ. بَعْضُهُمْ يَقُولُونَ: «إِنَّهُ صَالِحٌ». وَآخَرُونَ يَقُولُونَ: «لاَ، بَلْ يُضِلُّ الشَّعْبَ ” ( يو 7 : 12 )
4– يهجره الكثير من أتباعه “ مِنْ هذَا الْوَقْتِ رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ إِلَى الْوَرَاءِ، وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ ” ( يو 6 : 66 )
5 – ينفر منه اليهود ” الذين آمنوا به ” : لدرجة انهم أرادوا أن يرجموه ” فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازًا فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هكَذَا. ” ( يو 8 : 59 )
6 – يًقال عنه ” شرب الخمر “ جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ، فَيَقُولُونَ: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ، مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ. وَالْحِكْمَةُ تَبَرَّرَتْ مِنْ بَنِيهَا». ( مت 11 : 19 ) .
7– يُقال عنه به شيطان “ وَأَمَّا الْكَتَبَةُ الَّذِينَ نَزَلُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ فَقَالُوا: «إِنَّ مَعَهُ بَعْلَزَبُولَ! وَإِنَّهُ بِرَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ ” ( مر 3 : 22 ) ، ( يو 7 : 20 ، 8 : 48 ) .
8- يُقال عنه مجنون “ فَقَالَ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ: «بِهِ شَيْطَانٌ وَهُوَ يَهْذِي. لِمَاذَا تَسْتَمِعُونَ لَهُ؟ ” ( يو 10 : 20 )
+ يُصلب على يد اليهود والرومان رغم أن ” المُعلق ملعون من الله ” ( تث 21: 23 مع غلا 3: 13 ) وهذه الصفات لا تتفق مع التوقعان اليهودية عن المسيا المنتظر .
+ وهناك أقوال صعبة تُنسب إلى يسوع كان يستحيل أن يسجلها كُتاب العهد الجديد لو كانوا يختلقون قصة عن لاهوت السيد المسيح مثل :
– يصرح يسوع بأن ” أبى أعظم منى ” سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ: أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ، لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي. ” ( يو 14 : 28 ) .
– يبدو كما لو كان يتنبأ خطأ أنه سيعود إلى الأرض خلال جيل ” اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هذَا كُلُّهُ. ( مت 24 : 34 ) .
– يقول عن مجيئه الثانى أنه لا أحد يعلم الوقت ” «وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ.” ( مر 13 : 32 )
– قد يُفهم أنه ينكر لاهوته عندما يسأل الشاب الغنى ” فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ ” ( لو 18 : 19 )
– يُرى وهو يلعن شجرة تين لأنها لا تحمل تيناً رغم أنه لم يكن موسم التين ” فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ، وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئًا إِلاَّ وَرَقًا فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ!». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ. ” ( مت 21 : 19 )
– يبدو عاجزاً عن صنع المعجزات فى مدينته “وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً، غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ.” ( مر 6 : 5 ) .
+ لو أراد كتاب العهد الجديد أن يثبتوا للجميع ان يسوع هو الله فلماذا إذن تركوا هذه الأقوال الصعبة التى تبدوا أنها تقدم حجة ضد لاهوته ؟
رغم أن هناك تفسيرات منطقية لهذه الأقوال الصعبة فلا يعقل ان يتركها كُتاب العهد الجديد لو كانوا يحاولون ان يمرروا كذبة على انها حقيقة .. وأن كُتاب العهد الجديد كانوا فى منتهى الدقة وهم يسجلون ما قاله يسوع وما عمله بالظبط .
ثالثاً : كُتاب العهد الجديد سجلوا أقوالاً ليسوع صعبة التنفيذ :
لو كان كُتاب العهد الجديد يخترعون قصة مؤكداً أنهم لم يخترعوا :
– إن يسوع وضع مقاييس عسيرة جداً فالعظة على الجبل مثلًا لا تبدوا أختراعًا بشريًا .
+ ” وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ ” ( مت 5 : 28 )
+” وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي ” ( مت 5 : 32
+ ” وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًاوَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلًا وَاحِدًا فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ ، مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ “( مت 5 : 39 – 42 )
+ وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ ” ( مت 5 : 44 ، 45 )
+ ” فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ ” ( مت 5 : 48 )
+”«لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ ” ( مت 6 : 19) + ” «لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا،لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ ( مت 7 :1 ، 2
* كل هذه الأموامر يصعب أو يستحيل على البشر تنفيذها ويبدوا انها ضد لأعمق الأهتمامات عند الرجال الذين كتبوها وواضح أن هذه الوصايا ليست من النوع الذى يود البشر أن يفرضوه على انفسهم ……. )
رابعاً : كُتاب العهد الجديد ميزوا جيدًا بين كلام يسوع وكلامهم .
رغم أن علامات التنصيص لم توجد فى يونانية القرن الأول، كُتاب العهد الجديد ميزوا كلمات يسوع بمنتهى الوضوح.. لماذا نعتبر هذا دليلًا على مصداقيتهم؟ لأنه كان من السهل جدًا على كُتاب العهد الجديد أن يسووا الخلافات اللاهوتية فى القرن الأول بوضع كلمات على فم يسوع، وكام كان سهلًا أن ينهوا كل المجادلات فى القضايا الخلافية مثل الختان وطاعة ناموس موسى والتكلم بألسنة والنساء فى الكنيسة وغيرها بمجرد أختراع أقوال ونسبها إلى يسوع، ولكنهم لم يفعلوا ذلك أبدًا وظلوا أمناء لما قاله يسوع وما لم يقله، وهذا أفضل تفسير لدقة كًتاب العهد الجديد، إنهم كانوا فعلًا يقولون الحقيقة.
خامسًا: كُتاب العهد الجديد يسجلون أحداثًا متعلقة بالقيامة ما كان ليخترعوها :
إن كُتاب العهد الجديد .. يسجلون أحداثًا متعلقة بالقيامة ما كانوا ليذكروها لو كانت القصة من أختراعهم مثل :
+ دفن يسوع : يسجل كُتاب العهد الجديد أن من دفن يسوع هو يوسف الرامى عضو فى السنهدريم وهو المجلس الحاكم اليهودى الذى حكم على يسوع بالموت بتهمة التجديف هذا حدث يستحيل أن يكون من أختراعهم .
+ فلماذا يرسمون هذه الصورة المضيئة لعضو السنهدريم ؟؟ لأنه لو لم يكن يوسف قد دفن يسوع حقاً لا نكشف زيف القصة بسهولة على يد اليهود .
سادسًا : الأناجيل الأربعة تقول أن مريم المجدلية أول الشهود على القبر الفارغ :
+ هذا أمر مستحيل أن يُدرج فى قصة مختلفة …. لأن النساء لم يؤخذ بشهادتهم فى ذلك الوقت .
+ تفسير اليهود للقبر الفارغ :
11 وَفِيمَا هُمَا ذَاهِبَتَانِ إِذَا قَوْمٌ مِنَ الْحُرَّاسِ جَاءُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَأَخْبَرُوا رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ بِكُلِّ مَا كَانَ.
12 فَاجْتَمَعُوا مَعَ الشُّيُوخِ، وَتَشَاوَرُوا، وَأَعْطَوُا الْعَسْكَرَ فِضَّةً كَثِيرَةً
13 قَائِلِينَ: «قُولُوا إِنَّ تَلاَمِيذَهُ أَتَوْا لَيْلًا وَسَرَقُوهُ وَنَحْنُ نِيَامٌ.
14 وَإِذَا سُمِعَ ذلِكَ عِنْدَ الْوَالِي فَنَحْنُ نَسْتَعْطِفُهُ، وَنَجْعَلُكُمْ مُطْمَئِنِّينَ».
15 فَأَخَذُوا الْفِضَّةَ وَفَعَلُوا كَمَا عَلَّمُوهُمْ، فَشَاعَ هذَا الْقَوْلُ عِنْدَ الْيَهُودِ إِلَى هذَا الْيَوْمِ. ( مت 28 : 11 ، 15 ) .
+ إن قراء إنجيل بحسب معلمنا متى وهم من اليهود يعرفون هذا وما كان فى إمكان متى أن يكتبه ما لم يكن القبر الفارغ حقيقة
+ كُتاب العهد الجديد يذكرون فى كتاباتهم أكثر من ثلاثين شخصية ثابتة تاريخيًا مثل :
حنان ، قيافا ، طيباريوس قيصر ، أغسطس قيصر ، أغريباس الأول ، أغريباس الثانى ، بيلاطس ، يهوذا ، غمالائيل ، فيلكس ، هيرودس أنتيباس ، هيرودس أرخيلاوس ، هيروديا ، سالومة ، كيرينيليوس ، سرجيوم ، غاليون ، بولس ……إلخ .
إن كتاب العهد الجديد كان من الممكن أن يعصفوا بمصدقياتهم بإقحام شخصيات حقيقية فى قصة خيالية وخاصة ذوى السلطة .
سابعًا : كُتاب العهد الجديد يختلفون فى التفاصيل :
إن شاهدا عيان مستقلان عن بعضهما نادرًا ما يرويان التفاصيل نفسها ، وأن يستخدما الكلمات عينها لوصف الحدث إلا أنهما سيسجلان نفس الحدث الرئيسى ولكنهما قد يختلفان فى التفاصيل ، والحقيقة أن القاضى عندما يسمع شاهدين يدليان بشهادتين متطابقتين تمام التطابق فهذا معناه ان الشاهدين التقيا مسبقًا واتفقا على القصة ….
– وفى ضوء الأختلافات العديدة فى تفاصيل العهد الجديد يتضح ان كُتاب العهد الجديد لم يتقابلوا معًا للأتفاق على شهادة واحدة ولو كانوا يخترعون قصة العهد الجديد لأجتمعوا معًا ليضمنوا أنهم متفقون فى كل التفاصيل ، ولكن من الواضح أن هذا التوافق لم يحدث ، وهو ما يؤكد صدق شهادة شهود العيان وأستقلالية كل كاتب .
ثامنًا:كُتاب العهد الجديد يتحدون قراءهم لمراجعة الحقائق التى يمكن التحقق منها حتى الحقائق المختصة بالمعجزات :
+ يؤكد معلمنا لوقا لثاوفيلس عن دقة روايته” إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا،كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ،رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيق، أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ،لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ. ( لو 1 -4 )
+ وبطرس يقول إنهم لم يتبعوا خرافات مصنعة ، بل قد كانوا معاينين عظمة السيد المسيح ” لأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً، إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ.” ( 2 بط 1: 16 )
+ وتصريح بولس الجرىء لفستوس والملك أغريباس عن المسيح المقام ( أع 26 ) وبخصوص المعجزات ” إِنَّ عَلاَمَاتِ الرَّسُولِ صُنِعَتْ بَيْنَكُمْ فِي كُلِّ صَبْرٍ، بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ. ” ( 2كو 12 : 12 ) .
تاسعًا : كُتاب العهد الجديد يصفون المعجزات مثل غيرها من الأحداث التاريخية بروايات بسيطة دون تجميل :
+ التفاصيل التى تنطوى على مبالغة وتجميل للحقائق تعد علامات قوية على أن السرد التاريخى يحوى عناصر اسطورية .
+ عندما نقارن أحداث القيامة كما جاءت فى إنجيل بطرس وهو انجيل ابوكريفى مع القصة كما جاءت فى الأناجيل الأربعة نلاحظ الفرق …. فكُتاب الأناجيل دونوا التاريخ الصحيح دون مبالغة أو تزييف والمعجزات المنسوبة للسيد المسيح فى الأناجيل مدونة كأنها صحيفة لا عظات حماسية .
عاشرًا : كُتاب العهد الجديدهجروا عقائدهم وممارساتهم المقدسة المتأصلة وتبعوا عقائد ومماراسات جديدة ولم ينكروا شهاداتهم أمام الأضطهاد أو التهديد بالموت .
+ إن كُتاب العهد الجديد قد هجروا عقائدهم ومماراستهم التى طالما آمنوا بها فى ليلة وضحاها وقد هجروا :
– نظام الذبائح الحيوانية .
– قوة ناموس موسى الملزمة .
– التوحيد المتزمت ” فَاحْفَظُوا وَاعْمَلُوا. لأَنَّ ذلِكَ حِكْمَتُكُمْ وَفِطْنَتُكُمْ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كُلَّ هذِهِ الْفَرَائِضِ، فَيَقُولُونَ: هذَا الشَّعْبُ الْعَظِيمُ إِنَّمَا هُوَ شَعْبٌ حَكِيمٌ وَفَطِنٌ” ( تث 4: 6 ) .
– السبت رغم أنهم آمنوا دائمًا أن كسر السبت عقوبته الموت ” “وَرَأَى إِسْرَائِيلُ الْفِعْلَ الْعَظِيمَ الَّذِي صَنَعَهُ الرَّبُّ بِالْمِصْرِيِّينَ، فَخَافَ الشَّعْبُ الرَّبَّ وَآمَنُوا بِالرَّبِّ وَبِعَبْدِهِ مُوسَى.” (خر 14: 31)
– الأعتقاد فى مسيا محرر سياسى .
– ثم أن هؤلاء المؤمنون الجدد لم يهجروا عقائدهم وممارستهم المتأصلة فقط ، ولكن اتبعوا عقائد وممارسات جديدة مثل:
1- يوم الأحد : أصبح يوم العبادة .
2- المعمودية : بدل الختان .
3- عشاء الرب : عمل تذكارى لذبيحة المسيح عن خطاياهم .
+ لقد عانى كُتاب العهد الجديد من الأضطهاد والموت ، رغم أنه كان بإمكانهم أن ينقذوا أنفسهم بإنكار إيمانهم … بماذا يموتون من أجل كذبة ؟؟