ما هومفهوم الوحي الإلهي في المسيحية

مفهوم الوحي الإلهي في المسيحية

– الكثير من علماء الكتاب المقدس، الآباء اجتمعوا أن وضع تعريف محدد للوحي هو أمر صعب للغاية وأن كل ما نستطيع فعله هو أن نقترب منه بروح الخشوع والتقوى ونتأمل طويلًا:

+كيف أصغى الإنسان لصوت الله وكيف ميز هذا الصوت..؟!

+كيف شارك روح الله القدوس الإنسان في إنتاج هذه النصوص المقدَّسة..؟!

+كيف وصلت إلينا كلمات الله مدوَّنة بلغتنا البشرية بطريقة فريدة.

– الدكتور إميل ماهر إسحق”: ” الوحي لا يمكن تعليله فهو غير قابل للشرح (inexplicable)، فبالرغم من كل ما قلناه عن طبيعة الوحي، إلاَّ أننا لا نعرف بالتدقيق بأي كيفية تعمل تلك القدرة التي للروح القدس”

++ معرفة ماهية الوحي الإلهي تكاد تكون أمرًا مستحيلًا.

++ لم يهتم الآباء الأولين بوضع تعريف محدد ودقيق للوحي الإلهي، ولكنهم اتفقوا على أن الوحي هو التأثير الإلهي الفائق الوصف على الكتَّاب.

1-  الوحي في المفهوم الديني، هو اتصال الله بالإنسان. هناك ثلاث مصطلحات تُترجم بالعربية إلى “الوحي” :

أ) المصطلح الأول: Revelation: يشير هذا المصطلح إلي إظهار الله لنفسه وإعلانه عن نفسه للإنسان. قد يكون ذلك الإعلان في الرؤيا، في الحلم، أو عبر أي طريق آخر.

ب) المصطلح الثاني  Inspiration : هذا النوع هو وحي الكتاب المقدس، والذي نقصد به أن الكتاب المقدس هو كلمة الله التي أوحى بها لبعض الرجال القديسين، فدونوها في الكتاب المقدس، أي كانت الطريقة وبأى وسيلة وبأي شكل.

ج) المصطلح الثالث: Illumination. وهو عمل الروح القدس بداخل كل إنسان، ليرشده ويقوده أثناء قراءة الكتاب المقدس، للوصول إلى المعنى الصحيح للنص.

++ الثلاث أشكال يتفقون في جوهرهم على أنهم اتصال مباشر وحقيقي بين الله والإنسان، وهذا الاتصال في حد ذاته هو الوحي. ولكن الثلاثة يختلفون في طبيعتهم ووسائلهم.

++ نحن لا نعرف بالضبط كيف تمت عملية الوحي، لهذا فالوحي لا يُسمى “عقيدة كتابية” لأنه لم يرد ذكره صراحة باللفظ في الكتاب المقدس، لكنه ورد بالمعني، لكننا نستطيع استقراء بعض الملابسات والمعلومات من الكتاب المقدس حول ماهية الوحي، لهذا الوحي يُسمى “عقيدة لاهوتية”.[1]

توضيح :

– الله هو حق، كلامه حق. كقول السيد المسيح لله الآب: ” كَلاَمُكَ هُوَ حَق” (يو 17 : 17).

– الكتاب المقدَّس هو كلام الله. إذًا النتيجة المنطقية أن الكتاب المقدَّس هو حق، لا يقترب منه الباطل قط، وبما أنه حق فهو معصوم عصمة ليست محدودة .

– ارتبطت كلمة “مُوحَى به” بكلمة “العصمة”، لأن الكلمتين تؤديان نفس المعنى، فما دام الكتاب مُوحَى به من الله فبالضرورة يكون معصومًا، عصمة كاملة كلية غير مجزئة، فمن المُحَال أن يكون به أي نوع من الأخطاء.

– كلمة “عصمة” لم ترد باللفظ في الكتاب المقدَّس، ولكنها وردت بالمعنى

– نستكمل مفهوم الوحي :

2-  هو مصطلح لاهوتي يشير إلي دور الروح القدس في إرشاد كتَّاب الأسفار المقدَّسة لكل ما هو حق، وعصمتهم من كل ما هو خطأ.

3- تعريف قاموس وبستر للوحي : ” هو تأثير روح الله الفائق للطبيعة علي الفكر البشري، به تأهل الأنبياء والرسل والكتبة المقدَّسون لان يقدموا الحق الإلهي بدون مزيج من الخطأ”.

4- كلمة وحي تعني: “بدون خطأ ولا تناقض ولا زيف ولا تحريف”.. إنها تعني: “الحق المطلق، والثقة التامة في كل شيء يعلنه، والاستحقاق والدقة والثبات”.

– نقاط هامة في فهم الوحي :

1- الوحي هو عملية مشاركة متبادلة بين الله والإنسان، تمت في مجموعة من الحدود والإطارات، دون سيطرة الله على الإنسان( الله لم يمحي شخصية الإنسان)، ولا تعدي الإنسان على الله.

2- الوحي لم يكن عملية إملائية، وإنما كان تعبيرا لفكر الله في كلمات الإنسان. هذه الكلمات أصاغها الإنسان بأسلوبه، وبحسب ثقافته، وبحسب مصطلحات المجتمع الذي يعيش فيه، وحفظه الروح القدس وعصمه من أي أخطاء.

3- الوحي لم يلغى البحث التاريخي، بل شجعه، وحفز الكتبة على البحث والتقصي حول المعلومات المُسجلة والتيقن منها. ( الوحي لا يلغي العمل البشري ).

4- الوحي كان صريحاً ومباشراً في بعض العبارات، مثل أن يقول نبي “وقال لي الرب…”، وقد يكون غير صريحاً كما في بقية الكتاب المقدس.

5- وحي الكتاب المقدس يهتم بالجوهر لا بالظاهر، وتم ذلك بعدة أشكال. كلمات يسوع في الأناجيل ليست هي كما نطقها يسوع بالحرف، وإنما هي جوهر ما قاله يسوع.

6- الوحي هو وحدة واحدة وغير قابل للتجزئة على نصوص كل كتاب من كتب الكتاب المقدس، فلا يُمكن أن يُضاف للوحى ولا يُمكن أن يُحذف من الوحي لأنه ليس نصياً ، “كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ،” (2 تي 3: 16).

7- الوحي لا يتقيد بلغة معينة إنما يستخدم اللغة التي يستخدمها الشعب . ولم يضع الله ثقلا على الإنسان لا يستطيع القيام به، فمثلا لم يوصى أنبياءه بالكتابة باللغة العبرية فقط وحظر عليهم الترجمة، وفرض على كل من يريد أن يعرفه أن يتعلم العبرية أولا.

عن Admin

شاهد أيضاً

 س : ما ذنب شمعي بن جيرا ولماذا يُعاقب، فداود قال ” دعوه يسبَّ لأن الرب قال له سبَّ داود ومن يقول لماذا تفعل هكذا” (2صم 16: 10). …؟ أليس بهذه الطريقة، فإن شمعي بينفذ كلام أو إرادة ربنا ؟

 س : ما ذنب شمعي بن جيرا ولماذا يُعاقب، فداود قال ” دعوه يسبَّ لأن …