أ-فداء الإنسان، إصلاح في الفساد الذي لحق بالإنسان، بعد السقوط وتشوه الطبيعة البشرية.
ب- تجديد خلقة الإنسان: جاء الله الكلمة واتحد بطبيعتنا الساقطة والمشوهة، كي يقيمها من فسادها ويجددها، ويعيد خلقتها لتصير طبيعة مقدسة.
– الإنسان بذل الكثير من الجهد في محاولة إصلاح الشر والفساد الذي حل بالطبيعة البشرية
+ فأوجد الشرطة والقضاء والسجون كسلطات رادعة يخشاها الإنسان، لكن لم يستطع الإنسان أن يعالج أثار الشر والفساد الذي حدث بداخل الإنسان.
+ ومع كثرت القوانين ووضع العقوبات (مهما كانت) لم يتم استئصال الشر من العالم أو من داخل الشخصية الإنسانية.
– فربما العقاب العنيف يخيف البعض، ويتم الإمتناع عن عمل الشر، لكن يظل الفساد في داخل الإنسان، فلا شيء يمكن إصلاح الفساد الداخلي من هذه القوانين والعقوبات.
+ ظن بعض الفلاسفة والمصلحين الاجتماعيين في القرن ال 18 أن علاج المشاكل الاجتماعية ( الفقر- الجهل ….) سوف يؤدي لإختفاء الجرائم بصورة تامة.
– لكن للأسف وبالرغم من الجهود التي تقوم بها المؤسسات الاجتماعية في هذا الصدد فإن الشر مازال يحدث. فالعلاج الوحيد يتم باستئصال الشر من داخل القلب والفكر.
ج- تعليم الإنسان وتقديم المثل الأعلي للكمال الإنسانى:
+ لم يكن من الممكن أن يتم ذلك إلا عن طريق الكلمة المتجسد ذلك لأن الإنسان أخطأ وسقط وأفسد طبيعته وصورته التى كانت على صورة الله ومثاله وأصبحت كل البشرية فى حاجة للخلاص.
– رأى بعض الآباء (مثل غريغوريوس النيسي) أيضًا أن الإنسان ليس مخلوقًا على صورة الله فقط، بل إنه مخلوق على صورة ما سيكون عليه المسيح الكلمة المتجسد.
+ ولم يمكن أن يرسل الله ملاك لأنه روح، ليس له جسد مادي مثل الإنسان، بالإضافة أنه محدود، ويجب أن يكون الخلاص خلاصا غير محدود.
ولم يمكن أن يكون نبى لأنه بشر خاطئ أيضاً.
د- التعرف علي الله :
الله روح غير محدود، الإنسان مادي محدود.
لذا فلم يكن ممكنا أن الإنسان المحدود يصعد إلي السماء بسبب ضعفه ومحدوديته، وأيضا لا يمكن أن الله الذي يحب الإنسان جدا وخلقه علي صورته ومثاله ، يظل واقفا بعيدا عن الإنسان يراه يموت في الفساد، لذلك تجسد الله ” كمعلم حكيم” ليصير قريبا منا ومحسوسا لدينا.
ه- مشكلة موت الإنسان:
كانت هذه هي المشكلة الجوهرية، فالحق الإلهي أعلن أن: ” أجرة الخطية هي موت” ( رو 6: 23) . فقد كان هذا الحكم الصادر لا رجعة فيه. فالموت هو المصير المنطقي والحتمي للنفس الساقطة.
– فالإنسان كان يحتاج من يجدد نفسه وروحه، من يجدد جسده بعد الدفن والإنحلال، حتي تتحول الأجساد إلي أجساد نورانية ممجدة تليق بالحياة الأبدية .
+ لم يكن ممكنا أن يفعل تلك الأمور سوي الله وحده.
و- مشكلة سطوة الشيطان:
بالسقوط أخضع الإنسان نفسه تحت سطوة الشيطان.
– فقد كان الفردوس مغلقا أمام الإنسان، وكان كل إنسان يموت يذهب إلي الجحيم (حتي الأبرار) ويقبض إبليس علي نفوسهم هناك.
– بالتجسد والصليب فدانا السيد المسيح وحررنا من قبضة الجحيم ” “انْفَلَتَتْ أَنْفُسُنَا مِثْلَ الْعُصْفُورِ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِينَ. الْفَخُّ انْكَسَرَ، وَنَحْنُ انْفَلَتْنَا.” (مز 124: 7).
ز- انتهت مشكلة الشر والألم:
بسقوط الإنسان صار الإنسان يعاني من :
أ) الطبيعة التي فسدت بالخطية.
ب) الحكم بالموت الذي صدر ضد الإنسان.
+ بتجسد رب المجد تم حل المشكلتين معا:
أ) بالصليب وفداء الرب لنا، انتهي حكم الموت الواقع علينا
يشبّه القديس أثناسيوس عملية خلقة الإنسان بملك له إبن وحيد .
وحينما طلب الإبن أن يسافر، طلب الملك أن يقوم فنان برسم صورة الإبن، فرسم الفنان صورة بديعة جدا للإبن .
– سافر الإبن، وحدث أن صورة فسدت وتشوهت ملامحها .
– أراد الأب أن يستعيد جمال الصورة، طلب الفنان أن يعود الإبن مرة أخري من السفر ليستطيع أن يرسم الصورة من جدديد ويجددها، وبالفعل عاد الإبن وأعاد الفنان رسم الصورة دون أن يمزق الصورة القديمة حيث أنها كانت تحمل في الأصل صورة الإبن .
– هذا ما فعله الله معنا، فقد جاء إلينا وأعاد رسم الصورة علي نفس طبيعتنا الساقطة دون أن يفني الخلقة الأولي للإنسان، حيث أن هذه الخلقة حملت يوما ما صورة الله.
كان الألم في العهد القديم هو عقاب عن الخطية، لكن إذ تبررنا بالمسيح صار الألم شركة معه وهبة منه ” لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ.” ( في 1: 29).