– يُعتبر الميلاد العذراوي ليسوع المسيح أحد أعظم المعجزات في التاريخ الكِتابيّ. فالكتاب الُقدّس يُعلّمنا أن يسوع وُلِد مِن عذراء اسمها مريم، وأنه حُبل به بقوَّة الروح القدس.
فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. ( لو 1: 35).
– لم يرث السيد المسيح الخطية الجدية، بسبب:
1) الحبل بالسيد المسيح تم بطريقة معجزية ، بقوة الروح القدس. وليس من التزاوج الطبيعي بين رجل وامرأة ( بدون زرع بشر)
2) الروح القدس حل على السيدة العذراء وطهر مستودعها ( رحمها)
وبالتالي لم يرث الفساد والموت
+ فالسيد المسيح أخذ من أمنا العذراء جسد خالي من كل خطية أو شر أو شبه شر.
+ رئيس الملائكة جبرائيل في بشارته للقديسة مريم يشهد لقداسة السيد المسيح قائلًا: “لأن القدوس المولود منك..”. فلو كان السيد المسيح حاملًا للخطية الجدية فكيف يدعوه رئيس الملائكة قدوسًا؟!
+ هنا سنذكر ملاحظتين:
أولا: إذا ما أنكرنا الميلاد العذراوي للرب يسوع، كيف يمكننا تصديق كافة الأمور الأخرى التي يُعلنها لنا الكتاب المُقدّس؟
– فما هو معيار القبول والرفض هنا؟
– هذا سيقودنا إلى رفض سائر الأمور الإعجازية الأخرى في حياة المسيح وتعاليمه وعمله من أجلنا؟
ثانيا: رفض الميلاد العذراوي يفتح الباب أمام إنكار ألوهيَّة المسيح وقدرته على أن يُخلصنا.
1) ميلاد المسيح من عذراء يؤكد حقيقة ألوهيته:
إنَّ الكتاب المقدس يؤكد أنَّ العذراء «وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ»، وحينما فاجأها الملاك بخبر حملها بدون علاقة زواج تساءلت: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟»، أجابها الملاك قائلًا: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ» (لوقا 1: 34-35).
– إنَّ المسيح، القدوس ليس ابنًا لأبٍ بشري
+ بل ابن الله يُدعى، إنه الله، كُلي القدرة، لا يعسر عيه أمر، وعندما أراد أن يدخل عالمنا ويفي بوعده، جاء من نسل المرأة،
– كان المسيح المولود من العذراء مريم، هو الله الظاهر في الجسد، وهذا ما أكده البشير يوحنا قائلًا: «فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ. .. وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً.» (يوحنا 1: 1، 14).
2) ميلاد المسيح من عذراء يؤكد حقيقة إنسانيته.
– إنَّ الكتاب المقدس يُعلمنا أنَّ المسيح كان إنسانًا كاملًا، له جسد مادي، وقد شابهنا في كل شيء عدا الخطية، وأيضا كان إلها كاملا.
+ ” مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيمًا، (عبرانيين 2: 17)،
+ بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ.” ( عب 4: 15).
-وشهد عنه تلاميذه أنه :
«حزن واكتئب» (متى 26: 37)،
«بكى» (لوقا 19: 41، يوحنا 11: 35)،
و»تهلل» (لوقا 10: 21)،
+ وقد أجمل الرسول يوحنا هذا المعنى إذ قال: «اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا..» (1يوحنا 1: 1)،
+ لقد كان المسيح ابنًا لله، وكان أيضًا ابن الإنسان، إلهًا وإنسانًا كاملًا في آن واحد.
3) ميلاد المسيح من عذراء تؤكد خلوه من الخطية.
– إنَّ ولادة المسيح من عذراء، تؤكد على خلو المسيح من الخطية،
+وأنَّه ليس من نسل آدم، لأنَّ لو كان للمسيح أبًا بشريًا، لأصبح إنسانًا أتي بالتزاوج الطبيعي بين رجل وامرأة. وبالتالي وارثًا لخطية آدم، ومُستحقًا الموت
مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. ( رومية 5: 12)،
– لكن على العكس من ذلك يؤكد الكتاب المقدس أنَّ المسيح لم يخطئ قط، وقد تحدى أعدائه والتاريخ قائلًا: «مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟» (يوحنا 8: 46)؛
– وقد كتب عنه «الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ» (1بطرس 2: 22)، – ولأنَّ المسيح كان خاليًا من الخطية، استطاع أنَّ يحمل خطايا العالم وينوب عن البشر أمام الله، ويفتح طريق العودة أمامهم .