1) لم يأمره الرب أن يرتكب ما فعله لتتميم إرادته ولكنه تركه يصنع مشتهى قلبه ككل أثيم يتركه الرب لفساد ذهنه .
2) شمعي كان أصلا شرير ، ولم يكن بارا ،والله حوله لشرير ( حاشا)
3) شمعي له خطايا قديمة تقتضي قصاصه وهي تتكامل بسب داود وشتمه، فهذه كلها أُوجبت أن الله سمح له أن يسبَّ داود ليستحق عظيم القصاص .
+ لقد أقسم داود أنه لن يقتل شمعي، ثم أوصي سليمان ابنه أن يقتله، ألم يحنث داود بقسمه؟
– لقد سامح داود شمعي من جهة حقه الشخصي، لكن بصفة داود هو مسيح الرب فهو ممثلًا للرب لذا فشمعي مستحقا للعقاب حسب ما جاء في (خر 22: 28، لا 24: 15، 16).
– لذا فإن قول داود لشمعي بن جيرا ” لا تموت ” أي من جهة إهانته الشخصية لداود ، لكن من جهة إهانته لداود كمسيح للرب ، فهذا ليس من حق داود أن يسامحه عليه . وإلا سيصير داود نفسه متعدي للناموس
+ يجب ملاحظة أننا لا نعرف شيء عن ماضي أو تفاصيل حياة شمعي، فنحن لم نعرف عنه شيء غير هذا الموقف، لذا فإن عقاب الله له عن هذا الموقف يعني أنه استحق بأعماله وشروره هذا العقاب، فالله لا يظلم أحدا.
– الله دائما يسامح عندما يكون الإنسان مستعدا لتقديم توبة.
+ استعطاف شمعي داود لم يكن ناشئًا عن شعوره بذنبه بل نشأ من الخوف من بطش داود وسلطانه .
– هنا يجب أن نذكر مثال هام جدا: تجديف مريم أخت موسى عليه (بِسَبَبِ الْمَرْأَةِ الْكُوشِيَّةِ الَّتِي اتَّخَذَهَا ) ، فمع كون موسي سامحها وصلى لأجلها إلاَّ أن الله لم يلتفت لصلاته كما طلب، وأجرى عليها عقابه ، وصارت ” مَرْيَمُ بَرْصَاءُ كَالثَّلْجِ ” (عد 12) .
+ لم تقدم مريم توبة + لم تراهي مريم هيبة مسيح الرب ، واستهانت بالمقدسات و بمسيح الرب ونبيه بأنبيائه .
– نستكمل ماأوصي به داود ابنه سليمان قبل موته :
8 وَهُوَذَا مَعَكَ شِمْعِي بْنُ جِيرَا الْبَنْيَامِينِيُّ مِنْ بَحُورِيمَ، وَهُوَ لَعَنَنِي لَعْنَةً شَدِيدَةً يَوْمَ انْطَلَقْتُ إِلَى مَحَنَايِمَ، وَقَدْ نَزَلَ لِلِقَائِي إِلَى الأُرْدُنِّ، فَحَلَفْتُ لَهُ بِالرَّبِّ قَائِلًا: إِنِّي لاَ أُمِيتُكَ بِالسَّيْفِ.9 وَالآنَ فَلاَ تُبَرِّرْهُ لأَنَّكَ أَنْتَ رَجُلٌ حَكِيمٌ، فَاعْلَمْ مَا تَفْعَلُ بِهِ وَأَحْدِرْ شَيْبَتَهُ بِالدَّمِ إِلَى الْهَاوِيَةِ». ( 1 مل 2 : 8 – 9 )
+ فالحكم عليه بالموت ليس خطأ بل هو تطبيق الناموس ولكن الامر مع داود هو التوقيت بمعني اختيار التوقيت المناسب لكي لا يظهر أن داود ينتقم لنفسه.
+ أراد داود أن يتاكد أن شمعي سيعاقب بعدل ولكن سيعاقب بطريقة لن يتهم فيها داود أنه انتقام شخصي فلهذا أجل داود معاقبة شمعي الي ما بعد وفاة داود.
+ وَالآنَ فَلاَ تُبَرِّرْهُ : لا تحسبه بارًا لأنِّي حلفت له إنِّي لا أقتله بالسيف، بكونك حكيمًا تصرَّف معه لأنَّه يمثِّل خطورة على المملكة، فهو رجل مخادع وليس بريئًا. إنَّه قد يستغل حداثة سنَّك فيخطِّط ضدَّك.
وشمعي كان في يديه أن يهرب ولا يعود إلي أورشليم من أيام داود ولكنه ثقته في نفسه وقدرته علي الخداع جعلته يعتقد أنه هرب من العقاب.
– واضح أيضا أن شمعي لا يعرف شيء عن الناموس بالرغم من أنه قائد بنياميني، ولم يفرق بين موقف داود الشخصي، موقفه كمسيح للرب.