سؤال: الله في العهد القديم عمل الطوفان نتيجة شر الإنسان ،فما الفائدة منه طالما أن الإنسان عاد ليعمل كل الشرور اللي كان يفعلها قبل الطوفان مرة ثانية، لماذا لم يستخدم الله عقابا آخر بدلا من الطوفان، طالما الشر عاد وانتشر ثانية ؟

أولا : وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ ( تك 6: 5)

– القاعدة الأولي : أن الله كامل الصلاح ولا يطيق الشر ولا الظلمة .

وحينما نعود لآية ” فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ. لِزَيَغَانِهِ هُوَ بَشَرٌ وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً».” ( تك6: 3)

نجد بها عدة ملاحظات :

+لا يدين : لا يظل روحى يبكت الإنسان الشرير إلى الأبد إذ كان يبكتهم عن طريق الضمير ولكنهم يرفضون صوته.

( لابد أن يكون هناك عقاب بعد الفرص الكثير التي يعطيها الله  للإنسان. )

+ زيغانه: إبتعاده عن الله وانهماكه في الشهوات الشريرة.

( الله يسمح بشر الإنسان، لأن الله يحترم حرية الإنسان وإختياراته، لا يمكن أن يجبره علي فعل الخير).

+ هو بشر: هو إنسان مال إلى الشهوات المادية.

+ أيامه مئة وعشرين سنة: يعطيه الله فرصة أخيرة للتوبة 120 سنة وهى مدة بناء الفلك.

+ احذر من العشم في طول أناة ربنا، لئلا يخدعك الشيطان وتعتاد فعل الخطية وتقع تحت العقاب الإلهي.

– ضاق الله من شرور الإنسان المتزايدة ورفضه التوبة فقرر إهلاكه لأنه رفضه ولكنه أعطاه بحنانه الأبوى فرصة أخيرة للتوبة وهى فرصة طويلة مدتها 120 سنة سيعلن نوح أثناءها هلاك الأشرار إن لم يتوبوا.

ثانيا: بعد حدوث الطوفان ربنا قال: وَقَالَ الرَّبُّ فِي قَلْبِهِ: «لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ، لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ. وَلاَ أَعُودُ أَيْضًا أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ. ( تك8: 21).

– فرح الله بذبائح نوح ورضى عليه أو على البشرية في شخصه ووعده ألا يهلك كل البشر مرة أخرى هلاكًا شاملًا ملتمسًا العذر للإنسان أنه معرض للسقوط في الشر منذ حداثته أي منذ طرد آدم من الجنة،

+  وإن كان قد أهلك العالم كله بطوفان مرة :

– فهذا لكي يعلن للبشرية كراهيته للشر حتى يحيوا في الخير ولكن بحنانه يطيل أناته عليهم ولا يعود يهلكهم بطوفان أو أي شيء آخر هلاكًا شاملًا، ولا يلعن الأرض بل تصير مباركة هي وكل المخلوقات من أجل الإنسان الذي يحب الله ويعبده.

1- الله أغرق العالم بالطوفان، كي يعلن أن الإنسان محتاج يتجدد ( يولد من جديد )كي يتخلص من فساد الخطية.

+ فالله استخدم الطوفان لأجل تمهيد فكرنا للمعمودية ( الميلاد الجديد)

+ الله يستخدم الطبيعة والتأديبات كي يمهد الإنسان لفكرة أن فساد الطبيعة يلزمه التجديد، فالطوفان جدد الطبيعة، لكن لن يعصم الإنسان من الخطية.

+ مثال المعمودية: نتجدد فيها ونتخلص من الخطية الجدية، لكن لا نصبح معصومين بعدها.

+ الطوفان لن يتكرر لأن المعمودية لا تتكرر أيضا.

+ فالخليقة فسدت، فتم تجديدها بالمعمودية (بالطوفان)، ثم نكمل من خلال سر التوبة والإعتراف  

+  لم يكن الهدف من الطوفان فداء البشر، إنما كان عقوبة للبشر لزيادة شرورهم وآثامهم وخطاياهم.

–  فالطوفان لم يغسل خطايا البشر، إنما أهلك البشر الأشرار، بينما خلص الله نوح البار وأسرته. أما الفداء فقد أنجزه الله بعد تجسده، إذ حمل عقاب خطايا البشر في جسده على الصليب.

+ فالطوفان يمهد الفكر أيضا للفداء، البشرية تحتاج للمخلص من الفساد.

عن Admin

شاهد أيضاً

 س : ما ذنب شمعي بن جيرا ولماذا يُعاقب، فداود قال ” دعوه يسبَّ لأن الرب قال له سبَّ داود ومن يقول لماذا تفعل هكذا” (2صم 16: 10). …؟ أليس بهذه الطريقة، فإن شمعي بينفذ كلام أو إرادة ربنا ؟

 س : ما ذنب شمعي بن جيرا ولماذا يُعاقب، فداود قال ” دعوه يسبَّ لأن …