+ كان دانيال يضع في اعتباره جيدا تحقيق نبوءة إرميا “
8«لِذلِكَ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ لَمْ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِي
9 هأَنَذَا أُرْسِلُ فَآخُذُ كُلَّ عَشَائِرِ الشِّمَالِ، يَقُولُ الرَّبُّ، وَإِلَى نَبُوخَذْرَاصَّرَ عَبْدِي مَلِكِ بَابِلَ، وَآتِي بِهِمْ عَلَى هذِهِ الأَرْضِ وَعَلَى كُلِّ سُكَّانِهَا وَعَلَى كُلِّ هذِهِ الشُّعُوبِ حَوَالَيْهَا، فَأُحَرِّمُهُمْ وَأَجْعَلُهُمْ دَهَشًا وَصَفِيرًا وَخِرَبًا أَبَدِيَّةً.
10 وَأُبِيدُ مِنْهُمْ صَوْتَ الطَّرَبِ وَصَوْتَ الْفَرَحِ، صَوْتَ الْعَرِيسِ وَصَوْتَ الْعَرُوسِ، صَوْتَ الأَرْحِيَةِ وَنُورَ السِّرَاجِ.
11 وَتَصِيرُ كُلُّ هذِهِ الأَرْضِ خَرَابًا وَدَهَشًا، وَتَخْدِمُ هذِهِ الشُّعُوبُ مَلِكَ بَابِلَ سَبْعِينَ سَنَةً.
12 «وَيَكُونُ عِنْدَ تَمَامِ السَّبْعِينَ سَنَةً أَنِّي أُعَاقِبُ مَلِكَ بَابِلَ، وَتِلْكَ الأُمَّةَ، يَقُولُ الرَّبُّ، عَلَى إِثْمِهِمْ وَأَرْضَ الْكَلْدَانِيِّينَ، وَأَجْعَلُهَا خِرَبًا أَبَدِيَّةً.
13 وَأَجْلِبُ عَلَى تِلْكَ الأَرْضِ كُلَّ كَلاَمِي الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ عَلَيْهَا، كُلَّ مَا كُتِبَ فِي هذَا السِّفْرِ الَّذِي تَنَبَّأَ بِهِ إِرْمِيَا عَلَى كُلِّ الشُّعُوبِ. ( إر 25 : 8-13)
(وَتَصِيرُ كُلُّ هذِهِ الأَرْضِ خَرَابًا وَدَهَشًا، وَتَخْدِمُ هذِهِ الشُّعُوبُ مَلِكَ بَابِلَ سَبْعِينَ سَنَةً).( إر25 : 11)
حددت الآية عدد السنين التي سيقضيها بني إسرائيل في السبي وهي 70 سنة.
وعندما تأكد دانيال أن هذه الـ70 سنة انتهت أو قاربت الإنتهاء، وقف ليصلي ويتذلل إلى الله بالصوم والصلاة والإعتراف أن خطاياهم هي السبب في الدمار والسبي الذي هم يعانوه الآن.
1- تحديد السبعين سنة فيه إثبات لصدق نبوة إرمياء وفيه راحة وعزاء للشعب المسبى فسيعرفون أن هناك نهاية لألامهم هى نبوة تعطيهم أمل ورجاء فى الخلاص.
2- عين دانيال كانت على هذه النبوة التى حسب منها زمن الرجوع (دا2:9) إذاً فنبوة هذا الكتاب كلها كانت مع المسبيين. وأيضاً عين عزرا كانت على هذه النبوة ” وَفِي السَّنَةِ الأُولَى لِكُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ عِنْدَ تَمَامِ كَلاَمِ الرَّبِّ بِفَمِ إِرْمِيَا، نَبَّهَ الرَّبُّ رُوحَ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ فَأَطْلَقَ نِدَاءً فِي كُلِّ مَمْلَكَتِهِ وَبِالْكِتَابَةِ أَيْضًا قَائِلًا: (عز1:1).
3- سفر أخبار الأيام ربط السبعون السنة بسبب يبدو حقيقي وواقعي جدا
“لإِكْمَالِ كَلاَمِ الرَّبِّ بِفَمِ إِرْمِيَا، حَتَّى اسْتَوْفَتِ الأَرْضُ سُبُوتَهَا، لأَنَّهَا سَبَتَتْ فِي كُلِّ أَيَّامِ خَرَابِهَا لإِكْمَالِ سَبْعِينَ سَنَةً.” ( إر 36 : 21 )
والمعنى :- حين دخل الشعب أرض الميعاد كان لهُم وصية الله، أن يزرعوا الأرض ست سنوات ويتركوها فى السنة السابعة للراحة لكن العقلية المادية رفضت هذا المنطق. وبينما وعدهم الله أنه فى السنة السادسة ستعطيهم الأرض ضعفين إلا أنهم لم يقتنعوا بهذا المنطق الإيمانى ولم ينفذوا هذه الوصية إلا لفترات قصيرة ثم إمتنعوا عن تنفيذها. وغالباً كانت المدة التى إنقطعوا فيها عن تنفيذ هذه الوصية = 490 سنة. فتكون السنين التى فلحوا الأرض وزرعوها فيها ضد الوصية = 490 على 7 = 70 سنة. ولكن الله أراح الأرض هذه السبعين سنة بطردهم منها. وتكون كلمة سبتت تعنى أن الأرض أخذت راحتها التى كان مفروضا أن تأخذها فى كل سنة سابعة فيوم السبت هو اليوم السابع فى الأسبوع وهو يوم راحة.
++ خراب أورشليم النهائي على يد الرومان :
- في ذلك اليوم كان بأورشليم حوالي 2مليون يهودياً للاحتفال بعيد الفصح.
- أتى تيطس وحاصر الأبواب كلها ليمنع الدخوال والخروج حتى اشتدت المجاعة جداً.
- ومن كان يحاول الهروب من اليهود كان يُصلب.
- وأخيراً اقتحم أورشليم وأهلك حوالي مليون يهودياً وهدم المدينة والهيكل. ( 70م )
- كان الإكتساح الروماني كالطوفان وتشتت اليهود في العالم كله.
- واستمر اليهود ومازالوا في “حَرْبٌ وَخِرَبٌ قُضِيَ بِهَا” جزاء لهم على رفضهم للمسيح.
- – “عَلَى جَنَاحِ الأَرْجَاسِ مُخَرَّبٌ” :
كان هناك جماعة تسمى (الغيورين) ونسب لها يوسيفوس خراب أورشليم. كونوا حزب يهودي مُسلح (وتسموا بحملة الخناجر) لأنهم كانوا يخبئون الخناجر في ملابسهم ويفاجئون أعدائهم بطعنة قاتلة ويهربون. وكانوا ينادون بعدم دفع الجزية للقيصر. في الحقيقة لم يكونوا غيورين على الدين بل كانوا قطاع طرق ولصوص. تحدوا الرومان كثيراً وفي الأيام الأخيرة أغلقوا مدناً أمام الرومان وحين رأوا اقتراب جيوش الرومان منهم لجأوا لأورشليم.
- وتقول النبوة : “وَشَعْبُ رَئِيسٍ آتٍ يُخْرِبُ الْمَدِينَةَ وَالْقُدْسَ، وَانْتِهَاؤُهُ بِغَمَارَةٍ، وَإِلَى النِّهَايَةِ حَرْبٌ وَخِرَبٌ قُضِيَ بِهَا. … وَعَلَى جَنَاحِ الأَرْجَاسِ مُخَرَّبٌ حَتَّى يَتِمَّ وَيُصَبَّ الْمَقْضِيُّ عَلَى الْمُخَرِّبِ.” (ع 26 – 27)
- – “جناح الأرجاس” ربط السيد المسيح بين ظهور “رجسة الخراب” ودمار الهيكل عام 70 م : “فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ الْخَرَابِ» الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ النَّبِيُّ قَائِمَةً فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ لِيَفْهَمِ الْقَارِئُ فَحِينَئِذٍ لِيَهْرُب الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ” (مت 24 : 15 – 16)
- نعود مرة أخرى للخراب الذي حل بالهيكل والمدينة. “رجسة الخراب” قائمة في الهيكل: هي الجيوش الرومانية التي وضعت راياتها فوق الهيكل تجاه الباب الشرقي وذبحوا هناك أوثان لها. بينما هربوا الثوار اليهود إلى المدينة والتهمت النيران الهيكل.
- كانت رايات الجيوش الرومانية هي : “وَمَتَى رَأَيْتُمْ أُورُشَلِيمَ مُحَاطَةً بِجُيُوشٍ، فَحِينَئِذٍ اعْلَمُوا أَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ خَرَابُهَا. حِينَئِذٍ لِيَهْرُبِ الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ، وَالَّذِينَ فِي وَسْطِهَا فَلْيَفِرُّوا خَارِجًا، وَالَّذِينَ فِي الْكُوَرِ فَلاَ يَدْخُلُوهَا، لأَنَّ هذِهِ أَيَّامُ انْتِقَامٍ، لِيَتِمَّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ.“ (لو 21 : 20 – 22)
- يؤكد المؤرخ والكاهن اليهودي يوسيفوس أن ما حدث للهيكل والمدينة كان لسببين :
- إثم اليهود وخطيتهم (دنسوا الهيكل بنفسهم).
- ما سبق أن تنبأ به الأنبياء وخاصة دانيال.
- لقد فعل الغيورين الكثير من النجاسات والرجاسات في الهيكل. هؤلاء الغيورون احتلوا الهيكل 3 سنوات قبل خراب أورشليم وأزاحوا رئيس الكهنة وأتوا بآخر لينفذ نجاساتهم وبكى الكهنة وتمنوا أن يموتوا ولا أن يروا الهيكل يتدنس بهؤلاء الذين يسكرون في الهيكل. كما هيجوا الرومان بثورتهم ضدهم.
- لقد تمنى العواجيز والنساء أن يرسل الله ناراً من السماء أو زلازل أو فيضان لتدمير الهيكل للخلاص من هؤلاء الخونة وتخليص الهيكل من نجاسات هؤلاء الغيورين الخونة الأنجاس .
- وهكذا تمت نبوة دانيال ونبوة السيد المسيح حرفياً وبالتفصيل مما يدل على إعجاز وعظمة الكتاب المقدس.
- أيضاً دخول جنود تيطس الروماني للهيكل جعله نجساً لأنهم وثنيين وإمعاناً في إذلال اليهود وتنجيس الهيكل ذبحوا خنزيراً (حيوان نجس من وجهة نظر اليهود) وعلقوه على مدخل الهيكل.
- تابع “عَلَى جَنَاحِ الأَرْجَاسِ مُخَرَّبٌ” : يمكن ترجمتها (على جناح الأرجاس يقوم مُخرب) بمعنى نظراً لانتشار الرجاسات سيأتي الخراب على يد مُخرب وهو تيطس. وللأسف فإن الغيورين احتقروا النبوات وكانوا سبباً في تحقيقها بفسادهم ونجاساتهم.
- – “جناح الأرجاس”: كلمة (جناح) تستعمل للتعبير عن السرعة. والمعنى إنه حينما تنظرون أن الشر ينتشر سريعاً فتوقعوا خراباً سريعاً.
- معنى“رجسة الخراب” في المكان المقدس :
- النسر الروماني على سور الهيكل.
- الغيورون الفاسدون في الهيكل.
- جيوش الرومان محيطة بأورشليم.
- المسيحيون المؤمنون كانوا قد تركوا أورشليم قبل الحصار لأن المسيحيين تشتتوا بعد موت واستشهاد اسطفانوس وتركوا أورشليم (أع 8 : 10).
- وحسب (مر 13 : 14 – 15) عبارة “ليفهم القارئ” معناها أن الذين يسمعوا للمسيح يجب أن يفهموا إنه يتكلم عن خراب أورشليم ويجب أن يهربوا قبل حدوث الخراب وهذا ما فعله المسيحيون المؤمنون.
- حسب (2 تس 2 : 3 – 12) : ضد المسيح سيدخل هيكل الله ويُظهر نفسه إنه إله. وهو سيأتي بعمل الشيطان وبآيات وعجائب كاذبة.
- حيثما وجد الشيطان يوجد الخراب. حين يظهر هذا الأثيم، سيعقب هذا انتشار بدعته في العالم وتنتشر الأرجاس. ويكون بهذا علامة على خراب نهائي للعالم ولأورشليم.
- هذا الخراب سيأتي مثل الفيضان “بغمارة”. لكن الغمارة الأخيرة ستكون الدينونة حيث سيُلقى هذا الأثيم وأتباعه في البحيرة المتقدة بنار وكبريت.
- – “َيصَبَّ الْمَقْضِيُّ عَلَى الْمُخَرِّبِ“ يعني أن الله قضى بخراب أورشليم لصلبها المسيح واضطهادها للكنيسة، لذلك يصب الله قضاؤه على المُخرب الذي خرب العالم.
عدد 27: الذبيحة والتقدمة :
- الذبيحة تعني الذبائح الدموية والتقدمة مثل الدقيق واللبان.