الخطأ الأول.. افتراض أن هناك غوامض أو آيات لا يمكن تفسيرها:
– لا يوجد أي آية أو كلمة أو آية في الكتاب المقدس غير واضحة.
– الدليل: الكتاب المقدس بأكمله تحت أيدينا، وأيدي المشككين فلم توجد آية واحدة ليس لها تفسير أو تفسيرها غامض.
– مثال: نبوات سفر الرؤيا تحققت ومازالت تتحقق.
الخطأ الثاني.. افتراض أن الكتاب المقدَّس مذنب حتى تثبت براءته:
– هل يمكن أن نفترض أن جميع الملصقات الغذائية خاطئة حتى نفتح جميع العلب قبل شرائها؟ بالطبع لا.
، وهذا ينطبق أيضا في التعامل مع الكتاب المقدس، فالنقد السلبي للكتاب الذي لا يعتمد علي أي أدلة أو فهما حقيقيا لطبيعة الكتاب المقدس يجعل الحكم علي الكتاب المقدس ( بل وأي كتاب أو مشروع بحثي) غير عادل وغير موضوعي.
الخطأ الثالث.. الخلط بين تفسيراتنا (غير المعصومة) مع النص الأصلي (المعصوم):
– الكتاب المقدس (في نسخته الأصلية) معصوم تماما من أي خطأ، بينما التفاسير (وكذلك الترجمات المختلفة للكتاب المقدس) هي عمل بشري، لذا فهي غير معصومة.
مثال: أحيانا يأتي المشكك بخطأ في مخطوطة، ويفترض أن هذا يعني وجود خطأ في النص الأصلي أيضا.
– لذا حينما عندما نصل إلى ما يُسمّى بالخطأ فـي الكتاب المقدَّس :
أ) يجب أن نبحث عن المعني في النص الأصلي، حيث أن المخطوطة التي بين أيدينا قد تكون نسخت بشكل غير دقيق.
أو ب) أننا لم نفهم النص جيدا.
+لا يمكن أن نفترض أن الله قد أخطأ في الوحي في النص الأصلي، فالنص الأصلي لا يمكن أن يخطيء.
ماذا عن الأخطاء النسخية؟
– أولًا وقبل كل شيء هيَ أخطاء في النسخ، وليس في النسخ الأصلية، ولم يجد أحد في أي وقت مضى خطأ في المخطوط الأصلي.
– ثانيًا: هيَ أخطاء بسيطة (غالبًا في الأسماء أو الأرقام) التي لا تؤثر على أي عقيدة في الإيمان المسيحي.
– ثالثًا: هذه الأخطاء النسخية هيَ قليلة نسبيًا في العدد.
– رابعًا: من خلال السياق أو من خلال كتاب مقدَّس آخر. يمكن أن نعلم ما هو الخطأ بصورة بسيطة.
الخطأ الرابع.. فهم العبارات خارج سياقها:
– من أكثر الأمور التي يستخدمه المشككون هو اقتطاع العبارات من سياقها الأصلي.
– الحل : تأكد من قرائتك للإصحاح بشكل كامل، وأن تكون ملما بهدف الرسالة أو النص بشكل كامل قبل أن تجيب علي التشكيك.
الخطأ الخامس.. افتراض أن الأرقام التقريبية ليست صحيحة:
– يدَّعي المشككون أن الأرقام التقريبية هيَ أرقام خاطئة.
– لا يوجد أي مشكلة في استخدام الأرقام التقريبية، فالموضوع يأتي في سياق الكلام العادي، ولا يوجد أي تناقضات بين الآيات.
– الموضوع يحتاج لتدقيق القاريء في الآيات، وفهم طبيعة النص، وظروف الكتابة.
مثال:
+ ذكر سفر العدد أن الذين ماتوا بسبب الوباء: وَكَانَ الَّذِينَ مَاتُوا بِالْوَبَإِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا.( عد 25: 9)، ” ..، فَسَقَطَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا.” ( 1 كو 10: 8)
– فالعددين يتكلمون عن نفس الحادثة لكن بالتدقيق فإن سفر العدد يتكلم عن الحادث بصورة إجمالي، بينما ( 1 كو) تتكلم عن يوم واحد فقط.
الخطأ السادس..عدم ملاحظة أن الكتاب المقدَّس استخدم أساليــب أدبية مختلفة (متنوعة):
– الكتاب الإلهي ليس من الضروري أن يتكون من نمط أدبي واحد فقط.
– الوحي في المسيحية له طبيعة مزدوجة ( إلهية وبشرية)، البشر هم مَن كتبوا كل سفر من الكتاب المقدَّس، واللغة البشرية ليست قاصرة على نوع واحد من التعبير، لذلك، ليس هناك سبب لافتراض أن نمط واحد أو نوع واحد أدبي قد استخدمه الوحي الإلهي.. الكتاب المقدَّس يكشف عن عدد من الوسائل الأدبية.
– يجب أن يفهم القاريء طبيعة الكتاب المقدس، وأن يفهم كيف فسرته الكنيسة.
مثال: فمن الخطأ أن يفسر القاريء العبارات حرفيا، بينما المقصود منها المعني المجازي.
.. عندما يقول الكتاب للمؤمن يستريح في ظل أجنحة الله (مز 36 : 7) فهذا لا يعني أن الله هو طائر ذو ريش، وعندما يقول الكتاب المقدَّس لله “استيقظ” (مز 44 : 23) كأنما هو كان نائمًا.. بل هو تعبير مجازي..
– فالله يتعامل مع الإنسان بكل الأساليب الأدبية واللغوية التي يفهمها الإنسان، فالمسيحية لا تؤله الحرف ولا الأسلوب.
+ كتاب الكتاب المقدس لم يلتزموا الحرف في وصف الأحداث:
– عندما يذكر أحد كتَّاب الأناجيل أقوال الرب يسوع، لا يهمّ أن تكون هي فعلاً نفس الألفاظ التي استخدمها يسوع، بلاشك فإن الكلمات الحقيقية التي استخدمها يسوع سنجدها في الأناجيل، لكن ليس بالضرورة أن تكون كما هي في كل الأحوال. كثير من كلمات الرب يسوع قيلت باللغة الآرامية، لذا وجب أن تترجم إلى اليونانية.
– فالسيد المسيح أراد أن يتواصل معنا بمعان دقيقة (وليس فقط كلمات دقيقة بشكل آلي) لذا منحنا أربعة أناجيل. والاختلافات البسيطة في كلمات الرب يسوع تمكننا من الإمساك بالمعنى الحقيقي الذي اراده.
توضيح:إذا حاول كل كاتب للأناجيل الأربعة اقتباس نفس الكلمات من بعضها البعض سوف يكون النص دقيقاً ومتطابقا نصيا، لكن المعنى قد لا يكون مبنياً بشكل جيد، لأن الأناجيل لن تصبح متكاملة في وصفها للأحداث.
الخطأ السابع.. الخلط بين التعبيرات (الكلام) العامة مع التعبيرات الشاملة منها:
مثال: جاء في سفر الأمثال: “إِذَا أَرْضَتِ الرَّبَّ طُرُقُ إِنْسَانٍ جَعَلَ أَعْدَاءَهُ أَيْضًا يُسَالِمُونَهُ” ( أم 16 : 7).
– واضح من المثال أن هذا أمرا عاما وليس قاعدة شاملة، فمثلا بولس الرسول كان يُرضي الرب وكان لـه أعداء وقد رجموه (أع 14 : 19).
– فالحقيقة العامة أن الذي يرضي الرب فإن الله يحفظ له خلاص نفسه ( يحفظه من الأعداء الروحيين أي الشيطان) أو يمكن أن الله يقلل أعدائه الأرضيين.
– فالأمثال التي وردت في الكتاب المقدس هي إرشادات عامة وليست شاملة ، كما أننا لا يجب أن نغفل البعد الروحي للآيات.
– الكتاب المقدس سجل لنا بعض الأخطاء التي قام بها شخصيات الكتاب المقدس على سبيل أن يعلن رفضه لتلك الأخطاء فنستفاد عدم تكرار تلك الأمور، ويوضح لنا أيضا أن الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله.
–مثال: خطية داود (2صم 11 : 4)…هل الكتاب المقدس يشجع علي الزنا ؟
زيجات سليمان (1مل 11 : 3)..هل الكتاب المقدس يشجعنا علي تعدد الزوجات؟
الخطأ التاسع… تغافل الجانب البشري في الكتاب المقدَّس:
– الوحي له طبيعة مزدوجة ( إلهية وبشرية)، لذا لا يمكن أن يغفل الله الجانب الإنساني في أثناء تسجيل كلمات الكتاب المقدس، لذا يجب أن نضع إعتبارين :
أولا: استخدم البشر أنماطهم البشرية الأدبية الخاصة، فظهرذلك من خلال استخدام أساليب مختلفة كالشعـر الرثائي كما في إشعياء والقواعد اليونانية البسيطة عند يوحنا، والمعقدة في العبرانيين.
فالكتاب المقدَّس هو الإنسان الكامل، بدون خطأ.
ثانيا: استخدم الكتاب المقدس اللغة اليومية البسيطة للإنسان وليس اللغة التقنية:
– الكتاب المقدس هو كتابا روحيا هدفه الإعلان الإلهي عن خلاص الإنسان وليس كتابا علميا، فالكتاب المقدس لا يتعارض مع الحقائق العلمية.
– الكتاب المقدس يستخدم اللغة الوصفية وغير العلمية، فالأسفار المقدَّسة كُتبت في عصور قديمـة وفقًا للمعاييـــر (الضوابط) القديمة فلم يكن علميًا أن نتحدث عن: “يا شمس دومي” (يش 10 : 12)، ولذلك فإن بسط معايير العلم الحديث على النصوص المقدسة، سيجعلها تحمل أخطاءً تاريخية.
– فالكتاب المقدس نقل لنا معتقدات وأفكار شعوب العهد القديم بلغة يفهمها البسطاء والمتخصصين في سياق توصيل فكرة تعاملات الله مع الإنسان في كل الظروف والمواقف.
الخطأ العاشر..افتراض وجود أخطاء في بعض اقتباسات العهد الجديد من العهد القديم:
– إن اقتباس العهد الجديد من العهد القديم قد يكون اقتباسا حرفيا تاما أو اقتباس جزئيا، أي يقتبس المعني وليس اللفظ بصورة مطابقة تماما، فالمهم هو توصيل المعني.
– لذا فإن النقاد يعتبرون أن هذا نوع من الأخطاء في الكتاب المقدس وينسون أن توصيل المعني والمضمون هو الأمر الهام في الكتاب المقدس، إذ أننا لا نعبد أو نقدس الحرف.
أمثلة:
– في بعض الأحيان تختلف لتغير المتحدث. مثال زكريا يسجل كلام الرب قائلًا: “.. فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ الَّذِي طَعَنُوهُ وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ..” (زك 12 : 10) لكن في العهد الجديد عندما يستشهد يوحنا، فيتم تغيير النص إلى “سَيَنْظُرُونَ إِلَى الَّذِي طَعَنُوهُ” (يو19 : 37).
* في بعض الأحيان العهد الجديد يعيد صياغة أو يلخص النص في العهد القديم مثال: 6 وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ». (مت 2 : 6)..
* هناك أيضًا أحيانًا العهد الجديد يطبق النص بطريقة مختلفة مثل قول هوشع “مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِــي” (هو 11 : 1) لليهودي، أما متى فيطبق هذا على المسيح ” لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِل: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني». “(مت 2 : 15)..
الخطأ الحادي عشر..افتراض فكرة عقائدية أو تبني فكرة معينة بناءا علي آية واحدة أو معني غامض.
– لا تعترف الكنيسة بأي عقيدة مبنية على مبدأ الآية الواحدة، فالكتاب المقدس كله وحدة واحدة.
– لا يمكن أن نفهم آية معينة إلا في ضوء فهمنا لباقي آيات الكتاب المقدس.
– عندما يبدو لنا شيء ليس واضحًا لا ينبغي لنا أن نستنتج أنه يعني شيئًا ما يعارض آخر.. فالله لا يخطئ في كلامه لكننا نحن يمكن أن نخطئ في فهمنا لذلك الكلام..
الخطأ الثاني عشر..افتراض وجود تناقض نتيجة وجود تفاصيل مختلفة لنفس الحدث:
– عندما تختلف تفصيلتان أو أكثر لنفس الحدث فهذا لا يعني أنهما متناقضان أو متنافيان، بل هذا يعني أن النصين متكاملين.
+ لو تم ذكر نفس الحادث في كلا النصين بنفس التفاصيل، فما الداعي لوجود نصين..؟؟
مثال: ذكر معلمنا متي : “فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ : «لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ.” (مت 28 : 5)، بينما ذكر معلمنا يوحنا ” فَنَظَرَتْ مَلاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِدًا عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ، حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعًا.” ( يو 20: 12)
– معلمنا متي لم يذكر وجود ملاك واحد فقط، فليس هناك مشكلة ان يوجد ملاكين وواحد فقط هو الذي يتكلم. فالمعني يكون أن المرأتين رأت ملاكا عند الرأس وملاكا آخر عند الرجلين ، وواحد من الملاكين تكلم مع المرأتين.
– مثال آخر: يخبرنا معلمنا متي عن شنق يهوذا الخائن لنفسه: ” فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ.” ( مت 27: 5)، بينما يذكر معلمنا لوقا عن يهوذا الخائن أنه ” أنه “سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسْطِ فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ – فهذه التفاصيل مختلفة لكنها لا تتعارض.. إذ شنق يهوذا نفسه على شجرة على حافة هاوية وجسمه سقط على الصخور الحادة أسفله فتدفقت أحشاؤه خارجًا عنه، كما لو كان لوقا يصف تفاصيل الحدث بشكل واضح.ُلُّهَا” (أع 1 : 8)
الخطأ الثالث عشر..نسيان أن الوحي الإلهي جاء متدرجا
– إن الوحي الإلهي في الكتاب المقدس جاء متدرجا، وهذا يتناسب مع فهم وروحانياة الإنسان الذي انتقل من مرحلة الطفولة الروحية خلال العهد القديم ومهد الله الإنسان من خلال الشرائع والطقوس والذبائح الحيوانية والتقدمات( حيث الرمز) حتي وصل الإنسان للعهد الجديد ( حيث المرموز إليه).
مثال:
حينما يسمح أحد الوالدين للطفل الصغير أن يأكل الطعام بأصابعه فقط حتى يخبروه في وقت لاحق استخدام الملعقة، هذا ليس تناقض ولا يناقض الأب نفسه على الإصرار لاحقًا أن الطفل لا بد له من استخدام الشوكة.
فالمشكلة هنا في الطفل وليس الأب.
– فالوحي تدرج بالإنسان عبر تاريخ الإنسان حتي يتعرف الإنسان علي الله تدريجيا.
“لأَنَّ النَّامُوسَ، إِذْ لَهُ ظِلُّ الْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ لاَ نَفْسُ صُورَةِ الأَشْيَاءِ، لاَ يَقْدِرُ أَبَدًا بِنَفْسِ الذَّبَائِحِ كُلَّ سَنَةٍ، الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا عَلَى الدَّوَامِ، أَنْ يُكَمِّلَ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ.” (عب 10: 1).
الخطأ الرابع عشر..افتراض أن إقرار الكلام جزئيا هو كلام مغلوط أو تزييف:
– في بعض المواضع يعبر الكتاب المقدس عن نفس القصة بطرق مختلفة، فالوحي لا يستبعد اختلاف وتنوع أساليب التعبير.
مثال:
– اعتراف بطرس الرسول فـي إنجيل متى “أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ”، وفي مرقس “أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ”، وفـي لوقا “مَسِيحُ اللهِ”
– الوصايا العشر المكتوبة بإصبع الله لم تكتب بصورة مطابقة للمرة الأولي حينما أعطاها الله للمرة الثانية.