إن الشخص الدارس للكتاب المقدس يستطيع بمنتهى الثقة أن يقول إن اليهود رغم شرورهم وعدائهم للأديان لا يمكن أن يحرفوه، وذلك للأسباب الآتية :
1- لو فكر اليهود فى تحريف الكتاب المقدس لكان الأجدر بهم أن يحذفوا منه الصفحات التى تتحدث عن كذب أبيهم إبراهيم وخطيئة داود ملكهم (بالزنى والقتل) كذلك انهيار وانحراف سليمان حكيمهم .
وهذا لا يدل على عصمة الأنبياء إلا وقت كتابة الأسفار المقدسة وذكرهم لأخطائهم هذا دليل على امانتهم فى توصيل الحقائق كما هى حتى ولو كانت أخطائهم
2- لو فكر اليهود فى التحريف لحذفوا من الكتاب الويلات التى يتعهدهم بها الله كشعب متمرد كما فى ( لا 26: 27-31، إش 1: 2-7، 6: 9-12) . “وَيْلٌ لِلأُمَّةِ الْخَاطِئَةِ، الشَّعْبِ الثَّقِيلِ الإِثْمِ، نَسْلِ فَاعِلِي الشَّرِّ، أَوْلاَدِ مُفْسِدِينَ! تَرَكُوا الرَّبَّ، اسْتَهَانُوا بِقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ، ارْتَدُّوا إِلَى وَرَاءٍ.” (إش 1: 4).
+ – كما لا يعقل أن يحرف اليهود العهد الجديد لأنهم إذا حاولوا ذلك لكان الأجدر بهم أن يحذفوا منه شهادته بأنهم صالبوا السيد المسيح، وقد صبت عليهم اللعنات، مثل قول السيد المسيح
” هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا.” ( مت 23: 38).
3- رغم أن اليهود ينكرون مجىء السيد المسيح وصلبه وموته وقيامته إلا أننا نجد هذه النبوات والأحداث فى كتابهم إلى الآن حتى الآن الكتاب المقدس نفسه مع وجود جميع النبوات فيه ولم يحذفوها لكن للأسف ينكرونها لعداوتهم الشديدة للسيد المسيح حتى صلبوه ويفسرون المعنى وكل هذه النبوات على انها ترمز للأمة اليهودية وليس للسيد المسيح
4- لقد كتب العهد القديم بواسطة 40 كاتباً يختلفون تماماً فى صفاتهم،ولكنهم فى النهاية يسيرون على نفس الخط ونفس الهدف وهو الخلاص .
فمنهم الفلاسفة مثل موسى النبى ومنهم الراعى البسيط جامع الجميز مثل عاموس والقائد الحربى يشوع وساقى الملك نحميا، ومنهم إشعياء رجل القصور ودانيال رئيس الوزراء وسليمان الملك وصاحب الحكمة..
كما اختلف الكُتاب عن بعضهم فى ظروف تسجيل الوحى الإلهى فموسى سجل أسفاره فى البرية، أما إرميا فسجلها فى ظلمة الجب. أما داود النبى فكتب مزاميره عند سفوح التلال وهو يرعى خرافه كما أنه سجل بعض مزاميره والحرب قائمه بينما كان العكس تماما حينما كتب سليمان..
والبعض كتب وهو فى شدة الفرح والبعض الآخر وهو فى قمة الألم والسجن والقيود مثل القديس بولس الرسول
* ورغم هذا نجد أن الكتاب المقدس يمتاز بوحدة ترابطية عجيبة لا تناقض فيها ولا خلل. وقد إتفقوا معا فى موضوع نبوتهم وهى مجىء السيد المسيح وصلبه وموته وقيامته.
+ أليس هذا دليلاً على عدم التحريف بل ثبات الكتاب المقدس وقدسيته حيث نرى روح الله فى كل هذه الأسفار ملموساً من سفر إلى سفر ومن آية إلى آية يعصم الكاتب من السقوط أو الزلل، لذلك اخرجوا إلى العالم – بقيادة الروح القدس – بهذه التحفة الفريدة من الإعلانات الإلهية .
5- هل يعقل أن اليهود الذين وضعوا القوانين الحازمة على كتبه الناموس (نساخ الوحى) يقومون بتحريف الكتاب المقدس، أن نظرة سريعة لبعض هذه القوانين ترد على من يدعى بتحريفهم هذا بالرد القاطع .
لقد جاء فى هذه القوانين ما يلى بالحرف الواحد موجهة الحديث للنساخ :
– قبل أن تكتب كلمة واحدة من كتاب الله عليك أن تغسل جسدك وتلبس الثياب العبرانية وتجهز نفسك بالأفكار الخشوعية .
– الرقوق التى تكتب عليها لابد أن تكون من جلود الحيوانات الطاهرة شرعاً .
– الحبر الذى تكتب به يجب أن يكون أسوداً نقياً مجهزاً من خليط الكتن (الهباب) والكربون (تراب الفحم البلدى) والعسل :
– مع أنك تعرف بل تحفظ كتاب الوحى عن ظهر قلب فلا تكتب كلمة واحدة من ذاكرتك. إرفع عينيك إلى نسختك والفظ الكلمة بصوت عال قبل أن تخطها .
– قبل أن تكتب لقباً من الألقاب التى يلقب بها الله عليك أن تغسل قلمك، وقبل أن تكتب إسم الإله الأعظم يجب عليك أن تغسل جسدك كله .
– بعد الانتهاء من نسخ نسختك ومراجعتها إذا وجدت بها ثلاث غلطات فيجب عليك أن تعدم تلك النسخة .
– بالإضافة إلى ما سبق فقد فرض على كل ناسخ كاتب من كتبة الشريعة أن يعد حروف كتابه. وفرض عليه أن يعرف كم حرفا من كل نوع سيكتب فى الصفحة الواحدة قبل أن يبتدىء فيها بالكتابة وفرض عليه أن تكون سطور كل صفحة من الرقوق مساوية للأخرى وأن كل سطر يكون ثلاثين حرفا.. – كذلك منع الكاتب من التحدث أثناء الكتابة، كما أنهم أوصوا كل من لا يقوى على القيام بكل هذه الواجبات أن يخرج من بين صفوف نساخ الوحى الإلهى،
فهل بعد كل هذا يتجاسر أحد أن يقول أن اليهود قد حرفوا الكتاب المقدس كيف يحدث هذا فى ظل كل هذه الطقوس الذى يفعلها لنسخ الكتاب المقدس ؟! .
+++++++++++++++++++++++++++++++++
+ لذلك فالقول بأن اليهود قد حرفوا الكتاب المقدس هو قول غير مقبول ولا يرتضيه العقل. وكيف يمكن لليهود أن يحرفوا العهد الجديد وهو موجود بأعداد ضخمة بين أيدى المسيحيين الذين يعادونهم .