إزاي أشكر ربنا ؟
الكثيرون منا يتمنون أن يكون العام الجديد هو عامًا مختلفًا في أحداثه وأموره ، وكم يتمني البعض ان ينتهي هذا العام سريعًا ليبدأ عامًا جديدًا مملوء بالأمل والغد الأفضل …..
لكن هذه هي غلطة كل عام… ؟؟
فنحن دائما ننشغل بطلبات العام الجديد وننسى أن نشكر الله بصورة عملية على العام السابق .
لذا سنستعرض معًا من خلال ثلاث مقالات
كيف نشكر الله على العام الماضي بالرغم مماكان فيه من صعوبات بصورة عملية جدًا؟
– تحرص الكنيسة دائمًا على أن تغرس فينا مفهوم الشكر في بداية كل الصلوات والمناسبات ، حتى أن البعض يتعجب كيف تكون صلاة الشكر هي أول شيء في الصلاة على جثمان المنتقلين ؟؟!
وكأن الكنيسة تريد أن توجه أذهاننا أن نشكر أولًا على مراحم الله الكثيرة السابقة لنا وعلينا في حياتنا قبل أن نطلب الرحمة لروح المنتقل والتعزية للأهل والأقارب
( أشكر قبل ما تطلب حاجة جديدة )
س- هل آية معلمنا بولس الرسول ” شاكرين كل حين على كل شيء ” (أف 20:5) هي آية واقعية وقابلة للتنفيذ ؟
الإنسان كائن إجتماعي متفاعل مع الأحداث ( السعيدة – الحزينة ) لذا فقد تأتي عليه أوقات حزينة جداً ، وعندها لن يكون قادرًا على الشكر بالمعنى المعروف . ولكن هل بولس الرسول لا يدرك ذلك ؟
بالطبع يدرك تمامًا أن الشكر هنا سيكون المقصود به هو أن يطلب الإنسان معونة الله على أن نكون قادرين على تحمله من الألم والحزن ، فالله يحترم مشاعرنا جداً لأنه تجسد ومر بكل ما نمر به من مواقف إنسانية ومشاعر تتأرجح بين الحزن والسعادة.. ( من فضلك يارب احملني و إحتملني وقت التجربة .. بيك أستطيع إجتياز التجربة وبدونك لن أستطيع شيء..فأنا بدونك لست شيئا )
ثانيًا : أحب أن أوضح أن الشكر في الضيق وأثناء الحزن الشديد هو أعلى درجات الشكر واستحقاق البركات … فالإنسان الذي يشكر في الضيق هو أكثر ثقة في الله أنه سيرفع عنه مشاعر الحزن والكسرة وسيحول هذا الحزن الى فرح وسعادة وبركة .
( راجع المواقف والأحداث في حياتك )
ثالثًا : ما يؤيد كلامي هو قول الكتاب ” لأنه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله ” ( أع 22:14 ) فالسيد المسيح لم يعدنا بعالم ملئ بالسعادة والبهجة فهو نفسه ذاق مرار فراق الأحباء ” لعازر ” ومرارة خيانة الأصدقاء ونكران الجميل من الذين أحسن اليهم ،
“ولكن الذي يصبر الى المنتهي فهذا يخلص ” ( متى 13:24 )
وهنا دعني أصارحك عزيزي القاريء بشئ هام جدًا .. فنحن مواطنون مسيحيون سمائيون في المقام الأول، نرى أن الفرح الأساسي والهدف الأسمى لنا هو السماء وبأمور السماء علي الأرض ( عبارة تستحق التفكير جيدًا )
وهذا الفرح نستطيع أن نختبره عندما يكون لنا علاقة حقيقية ( وليس أمور شكلية ) بالسيد المسيح
إن حياة الشكر الدائم ترتبط بأمرين هامين :
1) حياة التسليم لله ( كن واثق أن الله الذي أعاننا بالأمس سيعيننا غدًا .. وكل أيام حياتنا ..مشكلتنا أننا ننسي خيرات الله علينا )
2) عبادة وعلاقة حقيقية بالله .. وليس عبارات نكررها دون أن نعيشها أو أصوام نمارسها دون توبة حقيقية
يتبع …..