تتردد هذه الكلمة كثيرًا علي لسان الكثير من الشباب وللأسف الكبار أيضًا.
– ويشعر أصحاب هذه العبارة أن المشكلة في الناس المحيطة بهم وكأنهم بهذه العبارة يشتكون من سوء حظهم الذي جعلهم غير موفقين في العثور علي أشخاص تفهمهم.
– لكن للأسف (في أغلب الأوقات) هذا ليس عيبا في المحيطين قدر ما هو عيبًا في الشخص نفسه صاحب هذه الشكوى. فهذا الشخص في الأغلب لا يملك قدرًا كافيًا من الذكاء الوجداني.
– فمن لا يدرك مفهوم الذكاء الوجداني نجده دائمًا يعاني من سوء الفهم سواء لمشاعره أو لكلماته.
– في البداية أود أن أوضح أن 80% من انجازات البشر مرجعها هو الذكاء الوجداني و20% فقط من الإنجازات مرجعها الذكاء التحليلي (الذكاء الذي يعتمد علي المنطق والتدقيق والذاكرة..).
– سأتناول مع حضراتكم مفهوم الذكاء الوجداني (بصورة مبسطة جدًا) من خلال شرح مكوناته الخمسة بصورة مركزة وسريعة:
1- الوعي بالمشاعر (الوعي بالذات)
فحينما نصبح قادرين علي وصف مشاعرنا بشكل دقيق ومحدد.. سنجد أنفسنا قادرين علي وصف وتحليل مواقفنا ومواقف الآخرين
– لنتوقف من اليوم علي إدعاء قدرتنا علي فهم المحيطين بنا طالما نحن لسنا قادرين علي توصيف مشاعرنا ومشاعر الآخرين…
من فضلك كن محدد.
2- التعبير عن المشاعر
– نحتاج أن نتعلم كيف نعبر عن مشاعرنا بصورة سليمة (وقت الفرح – وقت الحزن) بصورة تليق بمسيحيتنا وبآدميتنا وبالمثل التي نسعى أن يتعلمها أولادنا منا.
++ يروا أعمالنا الصالحة. فيمجدوا أبانا الذي في السموات (مت 5: 16).
3- إدارة المشاعر (مقاومة الاندفاع)
– من فضلك لا تنطق بكل ما يدور في ذهنك (إلا بعد فترة من التفكير والتحليل)
– فلنتعلم أن نفكر بمنطق ماذا سأربح وماذا سأخسر من هذا التصرف أو هذا الكلام.
– اللي يبعدني عن صلاتي.. أبعده عن حياتي.
4- تحمل الإحباطات وتحفيز النفس
فالحياة ليست ربحا ولا خسارة باستمرار.. فكل ليل يعقبه نهارا والعكس صحيح.
– فالخسارة هي درس ومعلم عظيم للنجاح (لمن يستطيع أن يراجع نفسه ويستفيد من أخطاءه).
++ لِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا (2 كو 4: 16).
5- التعرف علي مشاعر الآخرين والمهارات الاجتماعية (الذكاء الاجتماعي)
– يجب أن نتعرف عما يخص مشاعر الآخرين المحيطين بنا، لا لكي نستغلهم بل كي نربحهم دائما للمسيح
++ فصرت لليهود كيهودي لأربح اليهود. وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس.. صرت للضعفاء كضعيف لأربح الضعفاء. صرت للكل كل شيء، لأخلص على كل حال قومًا. (1 كو 9: 20 – 22).
– فهذه دعوة أن نعمل دائمًا ما يجعلنا نربح أبديتنا ونربح الناس للسماء أيضًا.
– لا يوجد مسيحي معفي من هذه الآية وهذه الدعوة.. فكل مسيحي هو كارز.
++ في نهاية المقال أدعوك عزيزي القارئ أن تقرأ بشيء من التفصيل عن مفهوم الذكاء الوجداني.. وسوف تجد بنعمة ربنا فيه الكثير من الحلول لمشاكل كثيرة نتعرض لها في تعاملاتنا اليومية مع أنفسنا ومع الآخرين.