– خليكم ناصحين..
هي تلك النصيحة الغالية التي أود من خلال هذا المقال أن أقدمها للآباء والخدام في التعامل أثناء تعاملهم مع الشباب والشابات في مرحلة المراهقة.. فكثيرا ما تتسم مرحلة المراهقة بالمشاكل.. فنجد الكبار يشتكون من تمرد الشباب المراهق وعدم اتباعهم للقواعد والأصول.. ويشتكي المراهق من عدم تفهم الكبار لظروفهم وشخصياتهم.. وبين هذا وذاك تنشأ دائما المشاكل.
– خليكم ناصحين.. في التعامل مع المراهق:
أ) كونوا محددين:
– فالمراهق قد يتعمد كَسْر بعض القواعد التي يحددها الكبار له (في البيت – الكنيسة أو مجتمع..) وذلك كي يروا كيف سيكون رد الفعل ويعرف ما هي الحدود الفعلية المسموح له بها.
مثال: يتأخر المراهق خارج البيت عن الموعد المحدد (متعمدا) كي يري رد الفعل كيف سيكون.. وهل سينفذ الوالدين كلامهم أثناء وضع التعليمات أم لا.
– قبل أن أقدم نصيحتي للكبار.. أريد أن أوضح نقطة.. أن هذه طبيعة المرحلة وليس بالضرورة أن يكون ذلك التصرف من المراهق سوء تربية أو شيء من هذا القبيل. فالمراهق يحلم دائما بالحرية الخالية من الالتزام.
+ نصيحة للكبار: يجب أن نضع القواعد بشكل محدد وواضح وبأسلوب يفهمه المراهق.
– نحدد العقاب (عند كسر الحدود).. والأهم أن نوضح الفوائد التي سيجنيها المراهق (في حال التزامه بذلك).
– متابعة مدي التزام المراهق بتنفيذ التعليمات.. فالبعض من الكبار يتفنن في وضع عشرات القواعد.. دون أن يتابع مدي تنفيذ هذه القواعد.. (هذه مشكلة الكبار وليس الشباب).
ب) كن معه في نفس القارب:
– بعض من الشباب لا ينفذ التعليمات لأنه لا يري الكبار أنفسهم ملتزمين بذلك.
– تخلوا عن بعض الكلمات التي تثير استفزاز الشباب:
مثل (ملكش دعوة بيا.. عاوزك تكون أنت أحسن – لو كنت لقيت حد علمني مكنتش عملت كده..) فتلك العبارات التي ينطقها الكبار أثناء تعاملاتهم مع المراهق لا تجد عند المراهق سوي رد فعل واحد فقط.. (عفوا أيها الكبار وأنا أيضًا لن ألتزم مثلكم)
نصيحتي للكبار: التزموا أنتم أولا بالتعليمات والقواعد ، فأولادنا ومخدومينا (في الكنيسة) يفعلون ما نفعله ونلتزم نحن به وليس ما نتمناه نحن منهم.
– فلنبدأ نحن أولا بأنفسنا قبل أن نملي تعليماتنا علي أولادنا وبناتنا.
ج) فلنكن صرحاء:
– فالبعض منا يحاول أن يلبس قناع أو يظهر أمام المراهق بصورة تختلف عن الواقع الذي نعيشه فعلا.. وهذا يعتبر استهوانا بعقلية المراهق.
– فالشباب في تلك الأيام يفهمون جيدا ويشعرون مدي صدقنا وتوافق كلامنا مع حياتنا الفعلية.
لأَنَّ الْمُلْتَوِيَ رَجْسٌ عِنْدَ الرَّبِّ، أَمَّا سِرُّهُ فَعِنْدَ الْمُسْتَقِيمِينَ” (أم 3: 32).
– نقطة هامة أخري:
+ يجب أن نكون صرحاء ونوضح للشباب الأمور كما هي.. ولا نحاول تجميل الأمور أو تهويلها.. فشبابنا الآن يتمتعون بخبرات ومعرفة تسبقنا بمراحل كبيرة جدًا (بالمقارنة بنا حينما كنا في سنهم).
د) كونوا لطفاء:
– فالمراهق يتمتع بمشاعر شديدة الحساسية وعقل متقد الحماس.. لذا فلنتعلم نحن الكبار كيف نعلمهم ونتعامل مع المراهق بدون أن نجرحه بالأوامر والنواهي. (إنما اللطف علي شفتي العاقل) (سيراخ 21: 19).
– لغة الجسد والكلمات تعبر عن مدي احترامنا للمراهق وعدم الاستهتار به.. وهذا يترجمه المراهق لرد فعل (يختلف من شخصية لأخرى) لكن في كل الأحوال سيكون رد فعلا لا نرغبه.
نصيحة غالية جدا:
فلنتعلم أن نحترم أولادنا.. حتى يحترمونا هم أيضًا (بدون زعل).
– لا تهينوا أولادكم وتتوقعوا منهم العكس.
فما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا) (غل 6: 7)..