نستكمل في هذا المقال إجابة السؤال (لماذا مازلنا نموت بعد الصليب ??)
وسنبدأ هذا الجزء بسؤال:
هل كان الموت عقوبة إلهية؟
أم أن الموت كان مجرد نتيجة طبيعية وتلقائية مترتبة علي مخالفة أبوينا الأولين للوصية وأكلهما من الشجرة المحرمة؟؟
– الموت كان عقوبة إلهية.. لماذا؟
أولًا: إن قولنا أن الموت كان نتيجة طبيعية وتلقائية لمخالفة أبوينا للوصية فإننا سنقع في مشكلة كبيرة جدًا، وهي هدم عقيدة الفداء.. وبالتالي سنقع في مشكلة أكبر هو أن ذبيحة المسيح لم تكن استيفاء لعقوبة ما، طالما لا توجد عقوبة أصلًا (طبعًا.. هذا كلام غير صحيح).
ثانيًا: توضيح أن الموت عقوبة إلهية.
حينما قال الله لأبونا آدم (.. لأنك يوم تأكل منها موتا تموت) (تك 2: 17).
.. هذا ليس تحذيرا من الوقوع في الخطية لمجرد مخالفة الوصية فقط.. بل كان أيضًا توضيحًا لعقوبة الخطية.
– وكان الموت هو تلك العقوبة.
– وقد خضع ومازال يخضع الجميع إلى الموت.. ويقول الكتاب أن “أخر عدو يبطل هو الموت” (.. إلي أن تحدث القيامة العامة ونلبس الحياة وهذا المائت يلبس عدم موت).
++ لماذا لم يسمح الله أن تموت البشرية “أبوينا أدم وحواء” في الحال بعد السقوط؟؟
لأنه كانت البشرية ستنتهي ويكون الشيطان انتصر.. ولا يكون هناك خلاص.
– ومع ان الإنسان عصي وتمرد علي الله.. إلا أن الله أعطي وعد بالخلاص لآدم وبنيه.. لكن تأجل هذا الموت” الجسدي ” علي أبوينا لحين إقامة نسل.. ويأتي نسل المرأة “السيد المسيح” الذي سيسحق رأس الحية (تك 3: 15).
– ومع تأجيل عقوبة الموت الجسدي.. فإن الأنواع الأخرى من الموت مثل الموت:
(أ) الأدبي.
(ب) الروحي.
(ج) الأبدي.
تمت جميعها في اللحظة والتو.
وبالرغم من أن خلاص السيد المسيح جاء للجميع إلا أن الأمر كان ولا يزال يتوقف علي مدي استجابة الفرد نفسه لعمل النعمة.. إذ أن الله لن يجبر أحد علي قبول الخلاص الذي تم علي الصليب.
++ فمن بعد السقوط وقبل الصليب كانت كل البشرية بلا استثناء تذهب للجحيم (موت أبدي: الذي هو أخطر أنواع الموت كما ذكرنا سابقًا). وكان الراقدون علي رجاء القيامة يرددون: لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ. لَنْ تَدَعَ تَقِيَّكَ يَرَى فَسَادًا. (مز 16: 10).
++ نتائج الخطية التي أرتكبها أبوينا:
سنذكر بعض منها:-
1- طرد أبوينا من الجنة (تك 3: 24).
2- ورث الإنسان الخطية الجدية (مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ. (رو 5: 12).
3- فقد الإنسان صورته الإلهية التي كان عليها قبل السقوط في الجنة ” فحينما خلق الله الإنسان قال عنه الله (نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَ
هِنَا (تك 1: 26). .. فسدت الطبيعة البشرية وأصبحت من السهل أن تخطيء.
4- أصبح الشر منتشرا في الأرض.
5 – دخل الخوف والخجل والشهوة وأمراض النفس والجسد والغضب..
6- فسد الجسد.. وأصبح أدم يأكل خبزه بعرق جبينه. وأصبحت حواء تلد أولادًا بالوجع.
7- صارت الأرض ملعونة.
8- صارت الطبيعة تتمرد علي الإنسان وغيره من النتائج المؤسفة.
+ حينما لعن الله الحية والأرض لم يلعن الإنسان؟؟
كان هذا للأسباب التالية:
أ- لأن الله كان قد بارك الإنسان (تك 1: 8).. وحينما يعطي الله بركة، لا يمكن الرجوع فيها.
ب- لو لعن الله أدم وحواء كانت اللعنة ستصيب الجنس البشري كله (الموجود في صلبهما).. وكان الأنبياء والرسل في صلبهما.. والأهم أن السيد المسيح نفسه كان حسب الجسد في صلب أبونا آدم.