نفس الغلطة ( جزء ثالث )

إزاي أشكر ربنا ؟

هذا هو المقال الثالث والأخير في سلسلة مقالات ( نفس الغلطة )

عن مفاهيم عملية في حياة الشكر ونبدأ هذا المقال بآيات من رسالة معلمنا يعقوب :
” اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، ” ( يع 2:1 )
الله ليس هو مصدر للشر في العالم ولا الأمراض .. ففساد طبيعة الإنسان وإرادته المنحرفة  هو الذي جعله في عالم ملئ بالشرور، ويتعرض فيه للتجارب ووسط كل هذا الشر فالله يحفظنا ويضمن لنا التعزية .
” عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا. ” ( يع 3:1 )
فالله سيحول كل مر وألم لمكافأة ، وستتحول أذهاننا من تفاهات العالم وانشغالاته  للتفكير والإهتمام بما هو بناء ، فلن تجد شخص متألم يفكر في الشهوة أو الخطية أو الشر .
“فَإِنَّ مَنْ تَأَلَّمَ فِي الْجَسَدِ، كُفَّ عَنِ الْخَطِيَّةِ،”  ( 1 بط  1:4  )

سأطرح سؤالًا هامًا : هل يجوز للإنسان أن يعاتب الله ؟ وكيف نعاتب الله بلياقة وبدون  تذمر ؟

إن العتاب هو حوار بين شخصين ، لابد أن يكون بأسلوب لائق ، كلمات مناسبة تتناسب مع وزن وقيمة الطرفين ، مع وجود المحبة بين الطرفين .
وهذا ما يجب أن نراعيه ونحن نعاتب الله وإلا أصبح عتابنا مع الله نوعًا من التذمر ، ونكرانًا لكل النعم والخيرات التي يرسلها الله لنا ( علي الاقل نحن مازلنا مازلنا نعيش في زمن التوبة حي الآن )  

ونحن نعاتب الله يجب أن نراعي :-

1) سلطان الله المطلق ( الله يستطيع أن يفعل كل شيء يتناسب مع صلاحه المطلق )

2) الله يحترم حريتنا وإرادتنا ( لم ولن يجبرنا على حبه )

3) ان ما يزرعه الإنسان سيحصده ( الله ليس مصدر الشر، بل إن الإنسان هو من يصنع الشر بإرادته وبكامل حريته )

4) تأخر الله في الإستجابة ليس قساوة أو تجاهل منه ( لكن مشكلة الإنسان أنه يريد الحلول بطريقته ومواعيده الإنسانية ، ولا يقبل التنازل عن ذلك )

لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ، وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ ”  ( يو 7:13 )


 “ ليتنا نثق في مواعيد وأساليب الله في حل مشاكلنا ..علمني يارب أن تكون مشيئتي هي مشيئتك  “

سأختتم سلسلة هذه المقالات الثلاثة بسؤال هام :

كيف نعيش حياة الفرح والشكر بصورة عملية ؟
– نحب الله بصورة عملية ( صلاة – إنجيل – تناول – أب إعتراف ) ..المحبة بالأفعال مش كلام وخلاص
لا داعي أن نستنفذ طاقاتنا في الكراهية والعتاب الكثير ( فالشخص الكثير العتاب هو الخاسر..لأنه دائما لايري سوي أخطاء الناس في حقه )
فلنتذكر إحسانات الله علينا ( تدريب عملي : أكتب أكثر من خمسون شيء يستحق الشكر منك لله )
– نتعلم أن نبادر ( نعطي بدون أن نعاير ونحب بدون مقابل قدر الإمكان )
– نستبدل كلمات مثل ( مش هينفع – مش هنقدر – معتقدش ) بكلمات مثل ( هنحاول – هنقدر – نجرب ونشوف – نسأل تاني )
– لا داعي لأشباه الشر ( علاقات مش مريحة – تصرفات او كلمات غير لائقة ) لا داعي منها ..

– لا تيأسوا من أنفسكم مهما كان فشلنا .. فالله مستعد أن يقبلنا ويمحي لنا كل خطية شرط أن نتوب ونعترف بها مهما سقطنا فأمامنا فرصة أن نرجع وننهض ، لا تيأسوا
فلنستمتع بالحياة داخل دائرة محبتنا لله ( أفعل ما شئت طالما لن تحزن قلب الله ) ولا تلتفت كثيرًا لآراء الناس .. الأهم الا تنسى أن تشكر الله على ما فات ولا تخطئ أخطاء الماضي ولا تطلب قبل أن تتذكر إحسانات ونعم ومحبة الله لك ولكل من حولك

أشكرك يارب …..

عن Fr Philopater Magdy

ماجستير العهد القديم . تمهيدي ماجستير العلوم اللاهوتية دراسات في اللاهوت الدفاعي

شاهد أيضاً

 س : ما ذنب شمعي بن جيرا ولماذا يُعاقب، فداود قال ” دعوه يسبَّ لأن الرب قال له سبَّ داود ومن يقول لماذا تفعل هكذا” (2صم 16: 10). …؟ أليس بهذه الطريقة، فإن شمعي بينفذ كلام أو إرادة ربنا ؟

 س : ما ذنب شمعي بن جيرا ولماذا يُعاقب، فداود قال ” دعوه يسبَّ لأن …